سياسة

إسرائيل تدخل الهدنة أقوى لكنها لم تحقق هدفها الرئيسي

اخبار نيوز بالعربي

كتبت: إسراء عبدالله

وفقا لما تداول عبر وول ستريت جورنال أنه:

مع بدء وقف إطلاق النار الهش في غزة، لم تحقق إسرائيل هدفها الأساسي في الحرب: القضاء على حماس.

وعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مؤيديه اليمينيين الغاضبين بتحقيق “النصر الكامل” لاحقًا.

ومع ذلك، فإن المكاسب الاستراتيجية التي حققتها إسرائيل خلال الحرب التي استمرت 15 شهرًا في الشرق الأوسط تكاد تكون جميعها لصالحها.

خرجت البلاد أقوى من أطول حرب في تاريخها، حيث تمكنت من تقليص قوة العديد من أعدائها، رغم أنهم لا يزالون يشكلون تهديدًا، ما يشير إلى احتمالية سنوات من القتال على مستوى أقل.

بالنسبة للإسرائيليين، فإن توجيه ضربات قوية ضد شبكة الأعداء التي بنتها إيران حولها يُعد إنجازًا يفوق تأثير العزلة الدبلوماسية، باستثناء بعض الحلفاء الغربيين القلائل، في عالم يشعر بالاستياء من حجم الدمار في غزة.

مستقبل المشروع الوطني الفلسطيني:

في الوقت نفسه، يواجه المشروع الوطني الفلسطيني، الذي سعت حماس لإحيائه تحت قيادتها، مستقبلاً قاتمًا لعقود.

بينما ينعى الفلسطينيون أثقل حصيلة قتلى في صراعهم الممتد لأكثر من قرن، أصبحت القضية الفلسطينية أكثر انقسامًا داخليًا ومعزولة إقليمياً، وتواجه إسرائيل التي أصبحت، بعد هجوم 7 أكتوبر 2023، أكثر رفضًا لفكرة الدولة الفلسطينية.

بداية النزاع:

بدأ النزاع بهجوم مفاجئ قادته حماس على جنوب إسرائيل في ذلك اليوم من أكتوبر، والذي أسفر، بحسب المسؤولين الإسرائيليين، عن مقتل حوالي 1200 شخص وأسر نحو 250 آخرين.

الحرب لم تنته بعد!!

نتنياهو، الذي يواجه انتقادات من شركائه في الائتلاف اليميني المتطرف، يركز على أن إسرائيل يمكنها استئناف القتال بعد المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار.

بدأت إسرائيل وحماس بالفعل باتهام بعضهما البعض بانتهاك شروط الاتفاق قبل عودة أول رهائن إسرائيليين من غزة يوم الأحد.

قد يعتمد الكثير على ما إذا كان الرئيس المنتخب دونالد ترامب سيحافظ على الضغط لإنهاء القتال، حيث تشمل أولوياته في الشرق الأوسط تطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية.

وضع حماس ومستقبلها:

من المتوقع أن تبذل حماس وميليشيا حزب الله اللبنانية قصارى جهدهما للتعافي من الضربات التي تلقتها من القوات الإسرائيلية وإعادة التسلح.

كما تظل الطموحات النووية الإيرانية الشاغل الأكبر للعديد من صانعي القرار الإسرائيليين.

قال مايكل ميلشتاين، الرئيس السابق لشؤون الفلسطينيين في الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية والباحث في جامعة تل أبيب:

“إذا تم استخلاص الدروس من 7 أكتوبر، فإن إسرائيل ستحدد التهديدات أثناء تطورها وتهاجمها بسرعة لمنعها من النمو.”

تحديات القضاء على حماس:

على الرغم من القوة النارية الهائلة لإسرائيل وتفوقها التكتيكي في كل معركة في غزة، إلا أنها كافحت للقضاء على حماس، وهي منظمة صنفتها الولايات المتحدة كجماعة إرهابية.

استمرت حماس في إعادة تنظيم صفوفها في مدينة بعد أخرى، حيث تكبدت خسائر كبيرة لكنها قتلت عشرات الجنود الإسرائيليين.

قال يولي إدلشتاين، عضو بارز في حزب الليكود الذي يتزعمه نتنياهو:

“حماس في غزة تعرضت لضربات قاسية لكنها لم تُهزم.”

الانتقادات الداخلية في إسرائيل:

ألقت الحكومة الإسرائيلية والجيش اللوم على بعضهما البعض بشأن الفشل في القضاء على حماس.

انتقد كبار الضباط العسكريين غياب خطة لإحضار سلطة بديلة لإدارة غزة وإقصاء حماس، مما قد يجعل جهود إسرائيل العسكرية غير مثمرة.

الجبهة الجديدة: الضفة الغربية:

قال ميلشتاين:

“الضفة الغربية ستكون للأسف الجبهة الجديدة.”

يمكن أن يؤدي تنفيذ صفقة تبادل الأسرى بالكامل إلى عودة مئات المقاتلين الفلسطينيين إلى الضفة الغربية، حيث أدى ارتفاع معدلات البطالة والقيود الاقتصادية الإسرائيلية إلى تفاقم الوضع.

النتائج الإقليمية:

على الرغم من أن حماس فقدت الكثير من مقاتليها وقادتها ومعداتها، فإن العامل الحاسم الذي أجبرها على طاولة المفاوضات كان التغير في الوضع الإقليمي، بالإضافة إلى وصول ترامب إلى السلطة.

قال أوفير فريدمان، الضابط الإسرائيلي السابق والباحث في دراسات الحرب في كلية كينغز في لندن:

“ما دفع حماس إلى المفاوضات كان الوضع الإقليمي المتغير ووصول ترامب. بدون هذين العاملين، كان بإمكانهم الاستمرار بالنظر إلى العام ونصف الماضي.”

مستقبل الفلسطينيين:

تعرضت آمال الفلسطينيين في تحقيق تقرير المصير لضربة كبيرة. أسفرت الحرب عن تدمير معظم غزة ومقتل حوالي 47,000 شخص.

في الوقت نفسه، لا تزال السلطة الفلسطينية تواجه اتهامات بالفساد والتعاون مع الاحتلال، مما جعلها تفقد دعم الشعب الفلسطيني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى