سياسة

مرحبًا بإتفاق وقف إطلاق النار في غزة

اخبار نيوز بالعربي

كتبت: إسراء عبدالله

جاءت افتتاحية واشنطن بوست بذلك العنوان لتوضيح التالى:

بعد الكثير من الوقت والموت والدمار والتعنت من قادة إسرائيل وحماس، توصل الطرفان أخيرًا إلى اتفاق وقف إطلاق النار.

دخل الاتفاق حيز التنفيذ يوم الأحد، مع إطلاق سراح ثلاث نساء إسرائيليات كن محتجزات لمدة 471 يومًا، وإطلاق سراح حوالي 90 فلسطينيًا من السجون الإسرائيلية.

أخيرًا، سكتت البنادق والصواريخ والقنابل.

إذا تم تنفيذ الاتفاق بالكامل، سيتم تحرير 33 رهينة إسرائيلية في المرحلة الأولى بعد 15 شهرًا من المعاناة في الأنفاق تحت الأرض، وسيتحرر ملايين الغزيين من كابوس القصف المستمر والتشريد والجوع الذي يقترب من المجاعة.

كما سيتم إطلاق سراح مئات الأسرى الفلسطينيين.

لكن تاريخ الشرق الأوسط مليء باتفاقيات وقف إطلاق النار التي انهارت.

إذا كان لهذا الاتفاق أن ينجح ويتجاوز مجرد فترة راحة قصيرة تمكن الأطراف المتحاربة من استعادة قوتها وإعادة تسليحها، فستحتاج الضغوط الدبلوماسية إلى الاستمرار.

وقف إطلاق النار هذا مقرر أن يستمر لمدة ستة أسابيع فقط. لضمان إطلاق سراح جميع الرهائن المتبقين وإنهاء الحرب بشكل دائم خلال هذه الفترة، سيحتاج القادة الإسرائيليون والفلسطينيون إلى النظر إلى ما هو أبعد من مصالحهم قصيرة المدى واتخاذ قرارات صعبة.

جهود بايدن وترامب في الاتفاق:

الرئيس المنتهية ولايته جو بايدن والرئيس المنتخب دونالد ترامب كلاهما يدعيان الفضل في التوصل إلى هذا الاتفاق.

لكن كما يعترف بايدن، فإن هذه الصفقة هي نفس العرض الذي قدمه في مايو. بعبارة أخرى، كان من الممكن أن تنتهي الحرب قبل ثمانية أشهر.

في ذلك الوقت، كانت الحرب قد أودت بحياة 36,000 فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال وكبار السن، وفقًا لأكثر التقديرات موثوقية من وزارة الصحة في غزة.

عقبات في طريق الاتفاق:

فشل الاتفاق في البداية جزئيًا لأن حماس استمرت في رفع مطالبها.

بدأت حماس هذه الحرب في 7 أكتوبر 2023، بهجوم وحشي على إسرائيل أسفر عن مقتل 1,200 إسرائيلي وأسر 250 شخصًا.

بعد الموافقة على وقف إطلاق النار المؤقت وإطلاق سراح بعض الرهائن، بدأت حماس في المطالبة بإنهاء دائم للأعمال العدائية، وانسحاب جميع القوات الإسرائيلية من غزة، وزيادة عدد الأسرى الفلسطينيين المفرج عنهم.

من جهته، بدا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وكأنه يستمع فقط إلى الأصوات المتشددة في ائتلافه الحاكم، الذين يعتبرون أي صفقة مع حماس استسلامًا.

وهكذا، أصبحت حياة الرهائن الإسرائيليين ثانوية أمام هدف القضاء على حماس. أصر نتنياهو أيضًا على إبقاء القوات في غزة، وعلى حق إسرائيل في استئناف العمليات الهجومية في أي وقت تشعر فيه بالتهديد، وهو موقف يتعارض بوضوح مع فكرة إنهاء الأعمال العدائية.

حماس والتحديات المستمرة:

القضاء التام على حماس لم يكن هدفًا قابلاً للتحقيق.

الحروب غير التقليدية لا تنتهي بهزيمة عسكرية شاملة. رغم أن الضربات الجوية والعمليات البرية الإسرائيلية دمرت قدرات حماس وقتلت يحيى السنوار، المسؤول عن هجوم أكتوبر، إلا أن الحركة لا تزال تحتفظ ببعض القدرة العملياتية، ولا تزال قادرة على نصب الكمائن للقوات الإسرائيلية وإطلاق الصواريخ.

التغيرات الإقليمية والدولية:

ما دفع الطرفين في النهاية إلى التوصل للاتفاق كان التغيرات في الظروف الإقليمية والدولية.

الهجوم الإسرائيلي في لبنان أسفر عن تدمير قيادة حزب الله وتقليص قدراته.

كما ألحقت الضربات الجوية الإسرائيلية أضرارًا جسيمة بالدفاعات الجوية الإيرانية. بالإضافة إلى ذلك، أدى سقوط بشار الأسد، حليف إيران الرئيسي في المنطقة، إلى تغيير ميزان القوى لصالح إسرائيل.

التحديات المستقبلية وإعادة الإعمار:

الآن، تحتاج غزة إلى إعادة الإعمار وإطعام سكانها. كما تحتاج إلى نزع السلاح وتأسيس حكومة جديدة. هذا يتطلب مساعدة من مصر ودول الخليج العربي، وربما تركيا، بالإضافة إلى إشراف الأمم المتحدة.

في النهاية، يجب أن تصبح غزة جزءًا من دولة فلسطينية مستقلة. في أفضل الأحوال، يمكن أن يكون هذا الاتفاق بداية لتغيير أساسي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى