كتبت : سارة قنديل
نفذ الطيران الأميركي والبريطاني بالتنسيق مع القوات الإسرائيلية سلسلة غارات جوية مكثفة خلال الساعات الماضية، استهدفت مواقع عسكرية ومخازن أسلحة تابعة لجماعة الحوثي في اليمن.
وشملت العمليات أكثر من 30 غارة على أهداف متفرقة، تضمنت أنفاقًا ومنصات لإطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة.
وفي بيان رسمي، صرح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بأن الحوثيين “يدفعون وسيستمرون في دفع ثمن باهظ لعدوانهم”.
من جانبها، أعلنت جماعة الحوثي أنها استهدفت حاملة الطائرات الأميركية “يو إس إس هاري ترومان” في البحر الأحمر بعدد من الصواريخ والمسيرات.
وفي تحليل لهذه التطورات، أوضح اللواء أركان حرب أسامة محمود كبير، الخبير العسكري المصري والمستشار في كلية القادة والأركان، أن هذه الضربات تمثل تحولًا نوعيًا في الاستراتيجية العسكرية للتحالف الدولي.
وتهدف العمليات إلى تقليص قدرات الحوثيين العسكرية ضمن إطار عملية “حارس الازدهار”، التي أُطلقت في نوفمبر 2023، لتعزيز أمن الملاحة الدولية في بحر العرب ومضيق باب المندب.
وأضاف أن الإعلان عن التنسيق العسكري مع إسرائيل يعكس توجهًا استراتيجيًا لتدمير الذراع الحوثية كجزء من الجهود الدولية لتحجيم النفوذ الإيراني في المنطقة.
وأكد أن استهداف العاصمة صنعاء والمنشآت الحيوية الأخرى يمثل رسالة واضحة للحوثيين بضرورة وقف تهديداتهم للملاحة الدولية واستهدافهم العمق الإسرائيلي.
وأشار الخبير المصري إلى أن إسرائيل والتحالف الدولي يهدفان إلى تصعيد الضغط على الحوثيين من خلال استهداف المدن الرئيسية والبنية التحتية الحيوية، دون التورط في حرب برية مباشرة نظرًا للطبيعة الجغرافية الصعبة لليمن.
وفي سياق متصل، أكد كبير أن هذا التصعيد يتزامن مع قرب عودة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب للبيت الأبيض، حيث لوّح الأخير باتخاذ خطوات تصعيدية في حال عدم إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين.
ويأتي ذلك في إطار سعي الحكومة الإسرائيلية الحالية لتعزيز مكاسبها السياسية قبل تغييرات محتملة في المشهد الدولي.
تُعتبر هذه التطورات جزءًا من جهود أوسع لتأمين الملاحة الدولية في مضيق باب المندب، وضمان استقرار المنطقة وسط تصاعد التوترات الإقليمية.
