سياسة

واشنطن تعلن وقوع إبادة جماعية في السودان

اخبار نيوز بالعربي

كتبت: إسراء عبدالله

تسببت الحرب في تدمير المدن وانهيار النظام الصحي في السودان، وأدت إلى مجاعة كارثية.

ومع ذلك، يرى منتقدو قوات الدعم السريع أن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن وإدارة بايدن تأخروا في اتخاذ إجراءات لمنع ما وصفته الولايات المتحدة الآن بأنه أكبر كارثة إنسانية في العالم.

فرضت الإدارة هذا الأسبوع عقوبات مالية صارمة على قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) وعدد من الشركات المرتبطة بقواته.

لكن الناشط الحقوقي السوداني محمد سالم يرى أن تأثير هذه العقوبات سيكون محدودًا في وقف تدفق الأسلحة إلى قوات الدعم السريع، ما يسمح لها بمواصلة القتال ضد الجيش السوداني.

الانتقادات من الداخل السوداني:

الصادق علي النور، المتحدث باسم حركة تحرير السودان الموالية للحكومة في دارفور، اتهم إدارة بايدن بـ”الفشل في اتخاذ إجراءات شجاعة وحاسمة لإنقاذ الشعب السوداني”.

•تحملت منطقة دارفور في غرب السودان العبء الأكبر من هجمات قوات الدعم السريع على المدنيين، والتي وصفتها الولايات المتحدة بـ”التطهير العرقي”.

•رحب النور بتصنيف الإبادة الجماعية، لكنه طالب بتصنيف قوات الدعم السريع كـ”منظمة إرهابية”، مشيرًا إلى أن مثل هذا التصنيف سيقيد حركة قادة الميليشيا دوليًا ويقلل من تدفق الأموال والأسلحة إليها.

السياق التاريخي للصراع:

•نشأت قوات الدعم السريع من ميليشيات الجنجويد، التي ارتكبت فظائع في دارفور خلال أوائل العقد الأول من القرن الـ21، وأسفرت عن مقتل حوالي 200 ألف شخص، وفقًا للأمم المتحدة.

•دفعت هذه الأحداث المحكمة الجنائية الدولية لتوجيه اتهامات بالإبادة الجماعية للرئيس السوداني السابق عمر البشير بسبب اعتماده على الجنجويد لقمع تمرد في دارفور.

•في عام 2004، وصف وزير الخارجية الأميركي آنذاك كولن باول العنف في دارفور بأنه إبادة جماعية، وألقى باللوم على ميليشيات الجنجويد وحكومة البشير.

•ورغم فرض مجلس الأمن الدولي حظرًا على الأسلحة، إلا أن البشير استمر في استيراد الأسلحة من الصين وروسيا.

تحولات قيادة قوات الدعم السريع:

•انقلب حميدتي على البشير وساعد في الإطاحة به عام 2019، ليصبح الرجل الثاني في المجلس العسكري الحاكم عام 2021.

•اشتعلت الحرب في 2023 بعد خلاف بين حميدتي وقائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، ولا تزال الحرب مستمرة دون أي بوادر لانتهائها.

ردود الفعل الأميركية:

واجهت إدارة بايدن ضغوطًا كبيرة، بما في ذلك من الكونغرس، لتصنيف أفعال قوات الدعم السريع كإبادة جماعية.

•قدم السيناتور جيم ريش (جمهوري من أيداهو) قرارًا في عام 2024 وصف الوضع في السودان بالإبادة الجماعية وطالب بفرض عقوبات على دقلو والميليشيات المرتبطة به.

•انتقد ريش تأخر الإدارة قائلًا: “تردد الإدارة في اتخاذ إجراءات حاسمة تجاه أحد أسوأ النزاعات في العالم أضر بلا شك بمكانة الولايات المتحدة في أفريقيا والعالم.”

بلينكن دافع عن موقف الإدارة قائلًا: “الولايات المتحدة ملتزمة بمحاسبة المسؤولين عن هذه الفظائع.”

•أكد المبعوث الأميركي الخاص إلى السودان توم بيرييلو أن تصنيف الإبادة الجماعية جاء بعد مراجعة دقيقة للوقائع والقوانين، مشيرًا إلى أن واشنطن سبق أن فرضت عقوبات على قادة قوات الدعم السريع وأكدت في 2023 أن الطرفين ارتكبا جرائم حرب.

رد قوات الدعم السريع:

نفت قوات الدعم السريع تورطها في هجمات عرقية أو إبادة جماعية، ووصفت تصنيف وزارة الخارجية بأنه “غير دقيق وانتقائي”.

•قالت القوات في بيان لها: “القرارات التي صدرت [الثلاثاء] عن الإدارة المنتهية ولايتها مؤسفة وغير عادلة.”

الوضع السياسي في السودان:

لم يعلن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بعد عن فريقه لشؤون أفريقيا أو عن سياسته تجاه السودان.

•يعتقد المحللون أن العلاقات الشخصية لترامب مع قادة الإمارات ومصر قد تمكنه من الضغط عليهم لفرض وقف إطلاق نار على حلفائهم السودانيين.

•مصر تدعم الجيش السوداني، بينما الإمارات تدعم قوات الدعم السريع.

تيبور ناجي، الذي كان مسؤولًا عن شؤون أفريقيا في وزارة الخارجية خلال إدارة ترامب الأولى، قال إن أفريقيا قد لا تكون ضمن أولويات ترامب من اليوم الأول، وقد يستغرق الأمر وقتًا ليهتم بهذا الملف.

•أشار المحلل كاميرون هادسون إلى أن ترامب قادر على تحقيق صفقة “نخبوية” بين داعمي الحرب كجزء من سعيه لتحقيق سلام أوسع في الشرق الأوسط.

الدور الإقليمي:

•كانت الإدارة الأميركية تضغط على الإمارات، حليفتها، لوقف تسليح قوات الدعم السريع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى