شهد لبنان حدثًا تاريخيًا بانتخاب قائد الجيش، العماد جوزيف عون، رئيسًا جديدًا للجمهورية اللبنانية. جاء هذا الانتخاب بعد أكثر من عامين من الفراغ الرئاسي، حيث فشل البرلمان في حسم الاستحقاق الرئاسي خلال 12 جلسة سابقة.
عملية الانتخاب لم تكن سهلة، حيث لم يتمكن العماد عون من حسم الرئاسة في الدورة الأولى، إذ حصل على 71 صوتًا من أصل 128، بينما سجلت 37 ورقة بيضاء و20 ورقة ملغاة. هذا الوضع دفع رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى تعليق الجلسة لمدة ساعتين للتشاور، قبل أن تنطلق دورة ثانية شهدت تحولا في النتائج، حيث حصل العماد عون على 99 صوتًا، مما مهد الطريق لفوزه.
انتخاب جوزيف عون رئيسًا للبنان يعتبر خطوة مهمة نحو تحقيق الاستقرار السياسي والاجتماعي في البلاد. وقد لاقى هذا الانتخاب ترحيبًا واسعًا من قبل المجتمع الدولي، حيث هنأت الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية للاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، العماد جوزيف عون بانتخابه، وأكدت أن هذه الخطوة تمثل لحظة أمل وتجدد للشعب اللبناني.
من جانبه، هنأ الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان نظيره اللبناني الجديد، مؤكدًا أن الوحدة ستغلب على التحديات التي تواجه لبنان، وأعرب عن استعداد إيران لتوسيع العلاقات مع الحكومة اللبنانية في جميع المجالات.
يأتي انتخاب جوزيف عون رئيسًا للبنان في وقت لا يزال لبنان يعاني من تداعيات الانهيار المالي الذي شهده عام 2019، فضلاً عن آثار الحرب الإسرائيلية الأخيرة. ومن المتوقع أن يشهد البلد جهودًا مكثفة لتشكيل حكومة جديدة وتنفيذ إصلاحات جوهرية في مختلف القطاعات.
