غير مصنف

اللواء رضا يعقوب يحلل النظرة الدولية لسوريا بعد رحيل بشار فرصد

اخبار نيوز بالعربي

بعد إنهيار نظام الأسد الذى حكم سوريا بعد ثلاثة عشر عاماً حكم سوريا، خلال صراع دموى، دخل مقاتلون أجانب من جنسيات مختلفة للمشاركة فى القتال، بعضهم إنضم للمعارضة وآخرين للنظام الحاكم، غير أن هيئة تحرير الشام لم تكن حققت ما حققته الآن، ساهمت معها جماعات جهادية أخرى قاتلت بجانبها، بعضهم أجانب غير عرب، فى مقدمتها جبهة النصرة تنظيم القاعدة فى سوريا، الإيكور والشيشان و الأوزبيك والتركمان وغيرهم، تم من خلالهم تشكيل فصائل جهادية خاضة بهم، سكنوا مع أسرهم بمناطق خاصة بهم، فى مقدمة هذه الفصائل الحزب التركستانى لنصرة أهل الشام، المخصص للمجاهدين الأيكور المنحدرين من إقليم شينج شان الصينى، عددهم بضع آلاف من المقاتلين، وقد إكتسبوا خبرة قتالية فى سوريا منذ عام 2012 ، بالإضافة الى جماعة التوحيد والجهاد تضم مقاتلين أوزبيك إكتسبوا مهارات قتالية، الى جانب حركة طالبان أو تنظيم القاعدة بباكستان و أفغانستان قبل إقتحامهم سوريا، أما مقاتلون الشيشان وشمال القوقاز الأكثر شراسة شكلوا جماعات عديدة أهمها جماعة المجاهدين و جيش المهاجرين والأنصار وجند الشام وأجناد القوقاز، وكان الرئيس الروسى فلاديميربوتين قد قدر عدد المقاتلين الروس فى فصائل الصفوف الإسلامية بنحو أربعة آلاف بجانب خمسة آلاف من الجمهوريات السوفيتية السابقة.

الآن وبعد سقوط النظام هذه التنظيمات القتالية الذين زعموا أنهم قدموا لمحاربتة و لنصرة الشعب السورى بحسب زعمهم، ما مصير المقاتلين الأجانب، قائد العمليات العسكرية أحمد الشرع قال ” إنهم يستحقون المكافاة على مساندة الشعب السورى، ويمكن دمجهم بالمجتمع السورى، ولم ينفى منحهم الجنسية السورية إن كانوا يحملون نفس أيدلوجية وقيم السوريين”

من جانبه لتأجيج الصراع السورى عقد رئيس وزراء الصهاينة بنيامين نتنياهو إجتماعاً أمنياً على جبل الشيخ فى الجولان السورى، حيث سيطرت قوات صهيونية مؤخراً على منطقة حدودية عازلة، وأكد نتنياهو أن قوات بلاده ستبقى فى المنطقة “حتى يتم التوصل الى ترتيب آخر يضمن أمن العبرية” وإستغلالاً للوضع المضطرب بسوريا قد وتوغلت القوات الصهيونية مؤخراً فى المنطقة الغازلة التى توجد فيها قوات الأمم المتحدة، كما سيطرت على مناطق خارج المنطقة العازلة، من بينها قمة جبل الشيخ (جبل حرمون) والجانب السورى من الجبل الإستراتيجى.

وبإتجاه موازى البقاء أم الرحيل؟ تحاول روسيا بعد إنتصار المعارضين الإسلامويين فى سوريا إستطلاع مستقبل قواعدها العسكرية هناك، وبالذات القاعدة البحرية فى طرطوس ذات الأهمية الكبيرة لروسيا، فهل تتحالف السلطة الجديدة فى سوريا مع موسكو؟ فقد قال متحدث الرئاسة الروسية دميترى بيسكوف إنَّ الحديث حول ذلك “سابق لأوانه” كما ذكرت وسائل إعلام روسية أنَّ الإسلامويين، الذين وصلوا الى السلطة فى سوريا بقيادة جماعة “هيئة تحرير الشام”، أكدوا لموسكو ضمان أمن قواعدها العسكرية.

وقد قدمت وزير الخارجية الألمانية ثمانى نقاط حددتها المانيا للتعامل مع سوريا حيث قدمت وزيرة الخارجية الألمانية أنا لينا بيربوك المقترح التالى:

أولاً: إنتقال سلمى للسلطة، مشاركة جميع الأقليات، والطوائف السياسية بهدف الوصول لإنتخابات نزيهة حرة.

ثانياً: حماية سيادة سوريا، مع منع تدخل القوى الأجنبية، مع عملية حوار يقودها السوريون بأنفسهم.

ثالثاً: التعامل مع القوى الجديدة، الإعتراف بالدور المحورى لهيئة تحرير الشام فى المستقبل السياسى لسوريا والحكم عليها من خلال أفعالها القادمة.

رابعاً: مساعدات إنسانية عاجلة، تقديم مساعدات بمقدار ثمانية ملايين يورو لمواجهة إرتفاع المواد الغذائية.

خامساً: التحضير لإعادة الإعمار، مع التركيز لبناء تحتية قوية ومستدامة.

سادساً: محاسبة النظام السابق، وتقديم الدعم القانونى والخبرات اللآزمة لتحقيق العدالة والمصالحة.

سابعاً: التخلص من الأسلحة الكيميائية المتبقية، تقديم الدعم الألمانى للتخلص من الأسلحة الكيميائية المتبقية.

ثامناً التعاون الدولى: من أجل دعم سوريا نحو الإستقرار وضمان عدم عودة البلاد الى دائرة العنف.

إذا طبقت مبادئ وزيرة الخارجية الألمانية نحو سوريا فهى فى الطريق السليم، خاصة الإنتقال السلمى للسلطة، والإنتخابات الحرة، ويتحمل الشعب السورى ومؤسساته المسئولية.

الشعب السورى يريد صدق تطبيق هذه المبادئ دون إقصاء أى فصيل، ويريد تطبيق العدالة الإجتماعية، وأن السلطة لا يكون بها إرهابيين، يريد الشعب السورى بناء دولة مدنية وليست طائفية، ولا إزدواجية للمعايير، ولا تمييز بين الأفراد، ورفع العقوبات الإقتصادية عن سوريا.

إن الصحافة الغربية والأمريكية تتغنى بتصريحات أحمد الشرع القائد الجديد لسوريا بعد إقصاء بشار، حيث طالب برفع العقوبات عن سوريا، إزالة هيئة تحرير الشام من القوائم الإرهابية، إنتقض الصهيونية لإنتفاقية فض الإشتباك عام 1974 ، وأعلن تمسكه بهذه الإتفاقية، وحث المجتمع الدولى لتطبيق الصهيونية لهذه الإتفاقية، وطلب العبرية من الإنسحاب من المناطق التى إحتلتها بعد سقوط بشار الأسد، وأن إيران وحزب الله غير موجدين بالمشهد، فلا داعى لإحتلال الصهيونية لهذه المناطق ” لم يذكر إحتلال الجولان” وطلب الكيان الغاصب الصهيونى وقف عدوانه الجوى على سوريا، وأن سوريا لن تتورط فى نزاع مسلح لا مع الكيان الغاصب الصهيونى ولا غيره، وأمر بالعفو عن قادة بشار، طلب عودة أهل سوريا النازحين العودة لبلادهم،

إن إرادة الشعوب منقوصة فى وجود الإحتلال، لذلك لابد أن توجه سوريا العالم لمنع إحتلال الكيان الغاصب للجولان وعودته لوطنه الأم سوريا.

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى