سياسة

السلطات الإسرائيلية تحرم المدنيين الفلسطينيين فى غزة من المياه عمدا

اخبار نيوز بالعربي

كتبت: إسراء عبدالله

السلطات الإسرائيلية حرمت عمدًا المدنيين الفلسطينيين في غزة من المياه، مما تسبب في وفاة آلاف الأشخاص وارتكاب جريمة الإبادة الجماعية وأفعال ترتقي إلى “الإبادة الجماعية”.

وذلك وفقًا لتقرير صادر عن منظمة “هيومن رايتس ووتش”.
 
نُشر التقرير وسط قلق دولي متزايد بشأن الوضع الإنساني في غزة، حيث تشن إسرائيل هجومًا مدمرًا منذ الهجوم المفاجئ لحركة حماس في 7 أكتوبر من العام الماضي.
 
وذكر التقرير أن:
إسرائيل قامت بأفعال متعمدة تشمل تدمير البنية التحتية ومنع المساعدات المتعلقة بالمياه.

مما حرم غالبية سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة من الوصول إلى المياه اللازمة لتلبية احتياجاتهم الأساسية.
 
وقالت تيرانا حسن، المديرة التنفيذية لمنظمة “هيومن رايتس ووتش”:

“لأكثر من عام، حرمت الحكومة الإسرائيلية الفلسطينيين في غزة عمدًا من الحد الأدنى من المياه الذي يحتاجونه للبقاء على قيد الحياة”.

وأضافت:
“هذا ليس مجرد إهمال؛ بل هو سياسة حرمان محسوبة أدت إلى وفاة الآلاف بسبب الجفاف”.
 
رد إسرائيل:
 
اتهمت إسرائيل المنظمة بـ”الافتراءات الدموية” و”الدعاية المعادية لإسرائيل”، وقالت إنها:

سهلت “التدفق المستمر للمياه والمساعدات الإنسانية إلى غزة”، رغم هجمات حماس.

وأضافت أنها سلمت 1.2 مليون طن من الإمدادات الإنسانية إلى غزة وستواصل “ضمان دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، بما يتماشى مع القانون الدولي”.
 
وأكد الجيش الإسرائيلي أنه :
“يرفض بشدة” الادعاءات التي تفيد بأنه “استهدف عمدًا البنية التحتية للمياه” في غزة.

مشيرًا إلى أنه اتخذ خطوات للتخفيف من الضرر على المدنيين أثناء تنفيذ الضربات.
 
تدمير البنية التحتية:

وأوضح التقرير أن إسرائيل لم تكتفِ بقطع وتقليل إمدادات المياه من إسرائيل إلى غزة، بل جعلت معظم البنية التحتية للمياه والصرف الصحي “غير صالحة للاستخدام” من خلال قطع الكهرباء وإمدادات الوقود.

وذكر أن القوات الإسرائيلية دمرت أو أضرت عمدًا بالبنية التحتية للمياه والصرف الصحي في غزة، بما في ذلك أربع من محطات معالجة مياه الصرف الست.

وأشار التقرير إلى حادثة نشر فيها جندي إسرائيلي مقطع فيديو يظهره مع جنود آخرين وهم يفجرون خزانًا للمياه.
 
أدلة على استهداف متعمد:

قالت “هيومن رايتس ووتش” إنها وجدت أدلة على أن:

القوات الإسرائيلية كانت تسيطر على المناطق وقت تدمير البنية التحتية للمياه والصرف الصحي، مما يشير إلى أن التدمير لم يكن عرضيًا بل كان متعمدًا.
 
أعداد الوفيات:

لم يتم تسجيل عدد دقيق للوفيات الناتجة عن الأمراض المرتبطة بالمياه والجفاف وسوء التغذية.

ولكن مقابلات مع أخصائيين صحيين وأوبئة أشارت إلى أنه “من المحتمل” أن يكون “آلاف الأشخاص قد لقوا حتفهم” بالإضافة إلى أولئك الذين قتلوا بشكل مباشر بسبب القتال.
 
السياق القانوني:
 
وفقًا للمسؤولين الفلسطينيين، فإن الهجوم الإسرائيلي على غزة أسفر عن مقتل أكثر من 45,000 شخص.

وأصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرات توقيف بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت بتهم ارتكاب جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب.
 
ونفى نتنياهو هذه الادعاءات، ووصف القضية المرفوعة من جنوب أفريقيا أمام محكمة العدل الدولية بأنها “مشوهة تمامًا”، واعتبر مذكرات التوقيف “معادية للسامية”.
 
استنتاجات “هيومن رايتس ووتش” :
 
خلص التقرير إلى أن السلطات الإسرائيلية “خلقت عمدًا ظروف حياة تهدف إلى التدمير الجسدي للفلسطينيين في غزة كليًا أو جزئيًا”.

واعتبر أن هذه السياسة، التي تندرج ضمن القتل الجماعي للمدنيين الفلسطينيين في غزة، تشكل “جريمة إبادة جماعية”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى