24 ساعة

اللواء ر ضا يعقوب يرصد الصراع بسوريا، التراشق الفظى بين روسيا وأمريكا فى مجلس الأمن بسبب هذا الصراع فرصد:

 

بعد 13 عاماً من الحرب المستمرة فى سوريا، وعلى الرغم من إختفائها من العناوين الرئيسية للأخبار، عادت الأزمة السورية الى الواجهة بعد أن نفذت جماعة هيئة تحرير الشام هجوماً مفاجئاً على حلب خلال عطلة نهاية الأسبوع، وإستولت على مناطق واسعة فى غضون ساعات قليلة، اليوم، إنقسمت سوريا الى أربعة أجزاء مختلفة، تسيطر عليها إما حكومة الأسد، أو مجموعات مسلحة متنوعة وكيانات معلنة من جانب واحد بأيديولوجيات وولاءات مختلفة.

عقّب محلل شئون الأمن السياسى والوطنى فى شبكة CNN، ديفيد سانجر، قائلاً إن فصائل المعارضة وتحركاتها “فاجأت الجميع، إكتشف بشار الأسد أن الحرب الأهلية التى ظن أنها تجمدت بعد 13 عاماً ليست كذلك، ولم تتوقع المخابرات البريطانية والمخابرات المركزية (CIA) وآخرون حدوث ذلك، رغم أنهم يقولون الآن إنه كان عليهم أن يدركوا حقيقة أن الحلفاء الذين إعتمد عليهم الأسد مثل إيران، حزب الله وبدرجة أقل حماس، كانوا جميعهم مشتتين بأحداث أخرى”

بسبب سوريا ـ تراشق لفظى بين روسيا وأمريكا فى مجلس الأمن، إشتبكت روسيا والولايات المتحدة حيث إتهمت كل منهما الأخرى بدعم “الإرهاب” خلال إجتماع لمجلس الأمن إنعقد بسبب تصعيد القتال فى سوريا، فيما أفاد المرصد السورى لحقوق الإنسان أن المعارضة المسلحة باتت على أبواب مدينة حماة.

دعا روبرت وود نائب السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة الثلاثاء (الرابع من كانون الأول/ديسمبر 2024) الى خفض التصعيد فى القتال فى سوريا وحماية المدنيين. كما عبر عن قلقه من أن الهجوم تقوده “هيئة تحرير الشام” وإتهم وود قوات الرئيس السورى بشار الأسد وروسيا بالتسبب فى سقوط ضحايا مدنيين فى الهجمات على المدارس والمستشفيات، قائلاً إن “حقيقة إدراج الولايات المتحدة والأمم المتحدة هيئة تحرير الشام منظمة إرهابية لا تبرر المزيد من الفظائع التى يرتكبها نظام الأسد وداعموه الروس”

وفى تصريحات موجهة الى وود، قال السفير الروسى لدى الأمم المتحدة فاسيلى نيبينزيا “ليس لديك الشجاعة للتنديد بهجوم إرهابى واضح على المدنيين المسالمين فى المدن السورية المسالمة”

ورد وود متهماً نيبينزيا بأنه “ليس فى وضع يسمح له بإلقاء محاضرات علينا بشأن هذه القضية” لأن موسكو “تدعم الأنظمة التى ترعى الإرهاب فى جميع أنحاء العالم”

وإتهم السفير الروسى لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا أوكرانيا بتقديم دعم عسكرى لمقاتلى هيئة تحرير الشام، وقال نيبينزيا فى إجتماع عقده مجلس الأمن الدولى لبحث التصعيد فى سوريا “نود لفت الإنتباه خصوصاً الى وجود آثار يمكن التعرف عليها تشير الى ضلوع المديرية الرئيسية للإستخبارات الأوكرانية فى تنظيم الأعمال العدائية وتزويد المقاتلين بأسلحة فى شمال غرب سوريا” وأضاف “نشير الى تحديد هوية مدرّبين عسكريين أوكرانيين (…) كانوا يدرّبون مقاتلى هيئة تحرير الشام على العمليات القتالية”

وإستولت قوات من المعارضة المسلحة على حلب الأسبوع الماضى فى هجوم شنته هيئة تحرير الشام، كانت هذه الجماعة، المعروفة سابقا باسم جبهة النصرة، الجناح الرسمى لتنظيم القاعدة فى سوريا قبل أن تقطع علاقاتها به فى 2016، وهى خاضعة لعقوبات مجلس الأمن.

ومن جانبها، إتهمت سوريا تركيا والصهيونية بالوقوف وراء الهجمات التى تتعرض لها من قبل فصائل مسلحة منذ عدة أيام، وقال السفير السورى الضحاك ” الذى يشغل منصب مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة منذ 20 ديسمبر 2023″ إن الهجوم “الإرهابى” على شمال سوريا “لم يكن ممكناً تنفيذه دون ضوء أخضر وأمر عمليات تركى صهيونى مشترك مهدت له إعتداءات صهيونية متكررة على الأراضى السورية” وأضاف “سورية قادرة وعازمة على إجتثاث الإرهاب وهى تتطلع لدعم الدول الأعضاء المؤمنة بالقانون الدولى والميثاق لجهودها فى مكافحته والدفاع عن سيادتها وإستقلالها ووحدة وسلامة أراضيها وأمن وإستقرار شعبها” وتابع: “ممارسات بعض الدول ضد سوريا مكنت الإرهاب من إيجاد مستقر له فى المناطق الخاضعة للوجود العسكرى الأجنبى اللآشرعى… سوريا تحمل الدول الداعمة لتنظيم هيئة تحرير الشام الإرهابى والكيانات المرتبطة به المسئولية الكاملة عن هذا الهجوم والآثار المترتبة عنه” وطالب مجلس الأمن بإدانة واضحة لـ”الهجوم الإرهابى من تنظيم مدرج على قائمة مجلس الأمن للكيانات الإرهابية”

من جهته، إتهم رائد الصالح، مدير منظمة “الخوذ البيضاء” السورية، المجتمع الدولى بأنه “تخلى بالكامل” عن السوريين. وقال الصالح مخاطباً أعضاء مجلس الأمن الدولى إنّ “الشعب السورى ناشدكم لإتخاذ إجراءات فورية لإنهاء هذه الجرائم وضمان السلام رغم أنها جوهر وجود المجلس، ولكن فى السنوات الماضية لم تفشلوا فقط فى الإستجابة لهذه النداءات، بل تجاهلت العديد من حكوماتكم المأساة السورية” وهاجم الصالح بشكل خاص روسيا، مطالباً إياها بالكفّ عن دعم النظام السورى والتوقّف عن “تعطيل مسار العدالة والمحاسبة” والتخلى عن “نهجها التضليلى الذى يستهدف “منظمته المتخصّصة بعمليات الدفاع المدنى.

وكان السفير الروسى حاول عبثاً منع رئيس الخوذ البيضاء من التحدث أمام المجلس، متهماً المنظمة بأنها تسعى من خلال “عملية تزوير واسعة النطاق” الى “التشهير بالسلطات السورية”

وميدانياً، أفاد المرصد السورى لحقوق الإنسان بأنّ مقاتلى هيئة تحرير الشام والفصائل المتحالفة معها باتوا “على أبواب” مدينة حماة فى وسط سوريا، فيما أكّد الجيش أنه أرسل تعزيزات.

وتشنّ هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً قبل فكّ إرتباطها بتنظيم القاعدة) وفصائل معارضة متحالفة معها منذ 27 تشرين الثانى/نوفمبر هجوما مباغتاً فى شمال غرب سوريا أطلقت عليه اسم “ردع العدوان” وسيطرت هذه القوات على عشرات البلدات وعلى قسم كبير من حلب، ثانى أكبر مدينة فى سوريا، وتواصل تقدّمها جنوبا.

وأوضح المرصد أنّ “قوات +ردع العدوان+ باتت على أبواب مدينة حماة (…) التى شهدت موجة نزوح كبيرة نتيجة لإحتدام المعارك فى محيط المدينة”، مشيراً الى أنها تعرضت “لقصف صاروخى من قبل هيئة تحرير الشام والفصائل العاملة معها”

من جهتها، نقلت وكالة “سانا” الرسمية للأنباء عن مصدر عسكرى قوله إن “تعزيزات عسكرية كبيرة وصلت الى مدينة حماة لتعزيز القوات الموجودة على الخطوط الأمامية والتصدى لأى محاولة هجوم قد تشنها التنظيمات الإرهابية المسلحة” وأضافت أنّ “قواتنا المسلحة موجودة على أطراف المدينة” و”يتمّ العمل على إستعادة عدد من المواقع والبلدات التى دخلتها التنظيمات الإرهابية المسلحة”

وبحسب المرصد الذى يتخذ من بريطانيا مقراً ويعتمد على شبكة كبيرة من المصادر فى سوريا فقد “نزحت عشرات العائلات” من مناطق عدة فى ريف حماة الغربى والشمالى،وتمكنت الفصائل من السيطرة على مدن وبلدات عدة فى ريف حماة الشمالى “بعد إشتباكات عنيفة مع قوات النظام

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى