
كتبت : سارة قنديل
تجدد الاشتباكات في سوريا يعكس استمرار الأزمة دون حلول جذرية، وسط تنافس الأطراف المختلفة على النفوذ في البلاد.وبينما يستمر الصراع، تبقى معاناة المدنيين هي الثابت الوحيد في هذا المشهد المعقد، في ظل غياب أفق واضح لإنهاء الأزمة.
فبعد مرور أكثر من 14 عامًا على اندلاع الأزمة السورية في مارس 2011، تجددت الاشتباكات في مناطق مختلفة من البلاد، مما يعكس استمرار التوترات وعدم التوصل إلى حل سياسي شامل. هذه المواجهات الأخيرة،
التي تركزت في ريف حماة ودير الزور ومناطق شمالي البلاد، تعيد إلى الأذهان تعقيدات المشهد السوري وتداخل الأطراف الإقليمية والدولية فيه.
بداية الأزمة السورية:
اندلعت الاحتجاجات في سوريا في مارس 2011، كجزء من موجة احتجاجات “الربيع العربي”، حيث طالب المتظاهرون بإصلاحات سياسية واقتصادية، ووضع حد لحكم الرئيس بشار الأسد الذي يمتد منذ عام 2000.
بدأت الاحتجاجات سلمية، لكنها سرعان ما تحولت إلى نزاع مسلح بعد استخدام السلطات القوة ضد المتظاهرين، وتصاعدت إلى حرب شاملة ضمت أطرافًا محلية ودولية.
تحولات الثورة السورية:
مع مرور الوقت، انقسمت المعارضة السورية بين تيارات سياسية ومسلحة، أبرزها الجيش السوري الحر والجماعات الإسلامية مثل “جبهة النصرة” (هيئة تحرير الشام حاليًا).
فتمكن النظام السوري من استعادة السيطرة على معظم الأراضي السورية بدعم من روسيا وإيران، في حين استمرت بعض الجيوب المعارضة في الشمال الغربي والشمال الشرقي من البلاد.
تجدد الاشتباكات في ريف حماة:
أفادت مصادر إعلامية أن مواجهات عنيفة اندلعت بين الجيش السوري وتنظيمات مسلحة بقيادة هيئة تحرير الشام على محور جبل زين العابدين في ريف حماة الشمالي الشرقي.
شهدت المنطقة استخدامًا مكثفًا لمختلف أنواع الأسلحة وضربات جوية استهدفت مواقع وخطوط إمداد التنظيمات المسلحة، ما أدى إلى تراجعها وفقًا لتقارير حكومية.
كما تقدمت قوات الجيش السوري في ريف حماة الشمالي الشرقي مسافة 15 كيلومترًا عن المدينة، مدعومة بتعزيزات عسكرية.
دور القوى الدولية والإقليمية:
شنت مقاتلات أمريكية ضربات جوية على مواقع تابعة لمليشيات موالية لإيران، بينما تواصلت الاشتباكات بين مجلس دير الزور العسكري وقوات إيرانية موالية.
تأتي هذه التطورات في إطار محاولات أمريكية لإضعاف النفوذ الإيراني شرقي الفرات، في ظل استمرار التوترات بين الفصائل المختلفة.
أسباب تجدد المواجهات:
يرجع تجدد الاشتباكات إلى عدة عوامل، أبرزها تعقيدات التنافس على النفوذ بين القوى الإقليمية والدولية، وعدم استقرار الأوضاع الأمنية في المناطق التي لا تزال خارج سيطرة الدولة السورية.
كما أن غياب الحلول السياسية الشاملة وتركز المصالح المتضاربة في سوريا ساهم في إحياء التوترات.
موقف النظام السوري:
يواصل النظام السوري السعي إلى استعادة السيطرة على جميع أراضي البلاد، مستخدمًا الأدوات العسكرية والسياسية لتحقيق هذا الهدف.
يعتمد بشكل كبير على دعم حلفائه، خاصة روسيا وإيران، في مواجهة التنظيمات المسلحة. في الوقت نفسه،
يبقى التحدي الأكبر للنظام هو إعادة توحيد البلاد وسط استمرار الانقسامات الداخلية والتدخلات الخارجية.