24 ساعة

اللواء رضا يعقوب يتابع الصراع بسوريا، حيث أن مستقبلها ليس بيدى قيادتها السياسية فرصد:

اللواء رضا يعقوب يتابع الصراع بسوريا، حيث أن مستقبلها ليس بيدى قيادتها السياسية فرصد:

تشابه المشهد بين دمار أوكارانيا والصراع الدامى للشقيقة سوريا الذى بلغ إحدى عشر عاماً، منذ مارس 2011 وإنتفاضة بسوريا يعدها النظام الحاكم مؤامرة خارجية لكنه لم يستطيع إصلاح البينة، تحولت الإنتفاضة الى نزاع مسلح، بدأت من تلاميذ درعا برسائل معارضة، أساء معالجتها النظام الأمنى بالقبض والتعذيب والسجن، أحال الإنتفاضة الى غضب شعبى، الشعب السورى يبحث عن حرية التعبير، العون الروسى أعطى قبلة الحياة لإستمرار نظام الأسد، المدنيين ضحايا هذا الصراع.

بعد سيطرة فصائل سورية معارضة على حلب، شن تحالف من فصائل المعارضة السورية، هجوماً مفاجئاً، حيث إجتاح شرقاً أكثر من 20 قرية خارج حلب، وأشعل من جديد صراعا ظل ساكنا الى حد كبير لسنوات، وهذه هى المرة الأولى التى تطأ فيها أقدام المعارضة السورية مدينة حلب، منذ أن استعادت القوات الحكومية السيطرة عليها في عام 2016.

على إثر ذلك شن الطيران الروسى والسورى غارات على حلب، فيما أعلن الجيش السورى إستعداده لشن هجوم مضاد لإستعادة المدينة، ومشاروات بين ثلاثى أستانة: تركيا وروسيا وإيران، أعلنت روسيا أنها ناقشت خلال مشاورات منفصلة مع إيران وتركيا الوضع “الخطير” فى سوريا، بعد سيطرة هيئة تحرير الشام وفصائل حليفة لها على القسم الأكبر من مدينة حلب، وروسيا وإيران هما أكبر داعمين لنظام الرئيس بشار الأسد، فى حين تدعم تركيا فصائل معارضة له.

وقالت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة فى بيان: “نؤكد أن قواتنا المسلحة تقوم بمهامها الوطنية فى التصدى للتنظيمات الإرهابية فى مختلف المناطق وندعو الأخوة المواطنين الى عدم تصديق ما ينشر من شائعات وأكاذيب تتعلق بالوضع الميدانى أو تمس القيادة العسكرية ومتابعة الأخبار عبر القنوات الوطنية والصفحات الرسمية”

المعارضة تواصل تقدمها والأسد يجرى إتصالين بالسودانى وبن زايد، سيطرت فصائل سورية معارضة على “غالبية” مدينة حلب ومطارها، وتقدمت فى محافظتين مجاورتين، فيما أكد الرئيس السورى، الذى أجرى إتصالين برئيس الوزراء العراقى والرئيس الإماراتى، أن بلاده قادرة على “دحرهم” مهما إشتدت هجماتهم.

تتواصل المعارك فى مناطق فى شمال سوريا مع تقدم فصائل معارضة فى محافظات حلب وإدلب وحماة، وفى ضوء هذا التصعيد، بحثت الدول الثلاث المعنية بالنزاع السورى، روسيا وايران حليفتا الأسد وتركيا الداعمة للمعارضة، “التطور الخطير للوضع” فى سوريا.

وبدأت الفصائل التى تشكل محافظة إدلب معقلها فى شمال غرب سوريا، هجوماً غير مسبوق على مناطق فى محافظة حلب، وتمكنت من دخول مدينة حلب، لأول مرة منذ إستعادة الجيش السورى بدعم روسى وإيرانى السيطرة على المدينة بكاملها عام 2016 بعد سنوات من القصف والحصار.

وباتت هيئة تحرير الشام تسيطر مع فصائل معارضة حليفة على “غالبية مدينة حلب ومراكز حكومية وسجون”، وفق ما أفاد المرصد السورى لحقوق الإنسان، بعدما تقدمت “من دون مقاومة كبيرة” من الجيش السورى والميلشييات المتحالفة معه، والمدعومة من إيران.

وأعلنت قيادة الفصائل حظر تجول في المدينة، من الساعة الخامسة عصر السبت (30 نوفمبر/ تشرين الثانى 2024) حتى الخامسة من عصر الأحد “حفاظاً على سلامة” السكان.

وإستهدفت غارات روسية أحياء المدينة للمرة الأولى منذ العام 2016 حى الفرقان “تزامناً مع وصول تعزيزات عسكرية كبيرة” الى الفصائل المقاتلة، وفق المرصد السورى لحقوق الإنسان.

وقتل 16 مدنياً على الأقل، بحسب المرصد، جراء “غارة شنّتها القوات الروسية على الأرجح، إستهدفت سيارات مدنية لدى عبورها عند دوار الباسل” إحدى النقاط التى تقدمت اليها الفصائل المقاتلة.

وشاهد مصور لفرانس برس فى المكان سيارات متفحمة بينها حافلة صغيرة لنقل الركاب، وجثثاً على الطريق، وداخل سيارة، كانت إمرأة جالسة فى المقعد الخلفى وقربها حقيبة يد صغيرة، وتمت تغطية وجهها بسترة بعد مقتلها.

وتمكن مقاتلو الفصائل من السيطرة على مطار حلب، ثانى أكبر مطار دولى بعد دمشق، ليصبح أول مرفق جوى مدنى تحت سيطرتهم.

وأسفرت العمليات العسكرية عن مقتل 327 شخصاً على الأقل، 183 منهم من هيئة تحرير الشام والفصائل المعارضة ومئ من عناصر الجيش السورى ومجموعات موالية له، إضافة الى 44 مدنياً، وفق المرصد، ولكن لا يمكن التحقق من هذه المعلومات والأرقام.

والى جانب حلب، تقدمت الفصائل المعارضة الى ريفى حماة الشمالى وإدلب الشرقى، حيث سيطرت على “عشرات البلدات الإستراتيجية”، بينها خان شيخون ومعرة النعمان (إدلب) واللطامنة ومورك وكفرزيتا (حماة) وفق المرصد السورى لحقوق الإنسان.

وأفاد المرصد عن إنسحاب الجيش السورى من مدينة حماة فى وسط البلاد، لكن مصدراً عسكرياً نفى ذلك وقال إن وحدات الجيش “تتمركز فى مواقعها فى ريفى المحافظة الشمالى والشرقى” وأضاف “يقوم الطيران الحربى السورى والروسى الصديق بإستهداف تجمعات” الفصائل وخطوط إمدادها.

وتثار تساؤلات حول التقدم السريع للفصائل المعارضة “من دون مقاومة” من قوات النظام والميليشيات الحليفة له. ولاحظت الباحثة فى مجموعة الأزمات الدولية دارين خليفة إن “خطوط النظام إنهارت بوتيرة مذهلة فاجأت الجميع”

وقال مدير المرصد رامى عبد الرحمن لفرانس برس إن “النظام السورى يبدو فى هذه اللحظة كأنه متروك من حليفيه الرئيسيين، إيران وروسيا التى إكتفت حتى الآن بشنّ غارات شكلية”

فى غضون ذلك أعلنت الرئاسة السورية أن بشار الأسد بحث فى إتصال هاتفى مع رئيس الوزراء العراقى محمّد شياع السودانى “التطورات الأخيرة والتعاون المشترك بين البلدين فى مجال مكافحة الإرهاب” ونقلت عن السودانى تأكيده أن “أمن سوريا والعراق هو أمن واحد، مشدداً على إستعداد العراق لتقديم كل الدعم اللآزم لسوريا لمواجهة الإرهاب وكافة تنظيماته”

كما أجرى الأسد إتصالا هاتفياً مع نظيره الإماراتى محمد بن زايد آل نهيان، وقال بيان رئاسى سورى إن الأسد “شدد خلال الإتصال على أن سوريا مستمرة فى الدفاع عن إستقرارها ووحدة أراضيها فى وجه كل الإرهابيين وداعميهم، وهى قادرة وبمساعدة حلفائها وأصدقائها على دحرهم والقضاء عليهم مهما إشتدت هجماتهم الإرهابية”

من جانبه أكد الشيخ محمد بن زايد خلال الإتصال على وقوف بلاده مع الدولة السورية ودعمها فى محاربة الإرهاب وبسط سيادتها ووحدة أراضيها وإستقرارها.

وقالت الخارجية الروسية فى بيان السبت 29/11/2024 إن الوزير سيرغى لافروف ونظيره التركى هاكان فيدان بحثا فى إتصال هاتفى “التطور الخطير للوضع فى سوريا” وأكدا “ضرورة تنسيق عمل مشترك لضمان إستقرار الوضع” فيها، وأجرى لافروف إتصالا مماثلاً بنظيره الإيرانى عباس عراقجى، توافق خلاله الطرفان على ضرورة “تكثيف الجهود المشتركة بهدف ضمان إستقرار الوضع فى سوريا”

وفى وقت لآحق، قال متحدث باسم الخارجية الإيرانى أن عراقجي “سيتوجه الى دمشق الأحد 30/11/2024 لإجراء محادثات مع السلطات السورية” قبل التوجه الى تركيا لعقد “مشاورات حول القضايا الإقليمية، وخصوصاً التطورات الأخيرة” وأعلنت إيران أن عناصر وصفتها بـ “الإرهابية” هاجمت مقر قنصليتها فى حلب، مع تأكيدها ان جميع أفراد الطاقم الدبلوماسى بخير.

ومن جانب آخر دعت الخارجية الفرنسية فى بيان جميع الأطراف الى “حماية السكان المدنيين فى حلب ” وقالت إن التطورات العسكرية “تظهر الحاجة، بعد مرور ثلاثة عشر عاماً على بدء الحرب الأهلية السورية، الى إستئناف إجتماعات اللجنة الدستورية السورية بدون تأخير، من أجل التوصل أخيراً إلى حل سياسى” ينهى النزاع القائم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى