تصعيد عسكري في سوريا: الشمال السوري تحت النار مجددًا
تصعيد عسكري في سوريا: الشمال السوري تحت النار مجددًا

كتبت: أماني يحيي
شهد الشمال السوري تصعيدًا عسكريًا جديدًا أعاد للأذهان ذكريات الحرب الدامية التي ظن السوريون أنها انتهت.
وقد شنت هيئة تحرير الشام هجومًا واسعًا في ريفي حلب وإدلب، سيطرت خلاله على عشرات القرى، واقتربت المعارك من مدينة حلب، مما دفع الجيش السوري إلى إرسال تعزيزات عسكرية وسط تصاعد التوترات الإقليمية والدولية.
وفي حديث مع قناة “التاسعة”، تناول الكاتب والباحث السياسي محمود الأفندي الأسباب الكامنة وراء التصعيد الأخير، والدور الذي تلعبه الأطراف الدولية، وتأثير هذه الأحداث على مستقبل الحل السياسي في سوريا.
أبعاد التصعيد العسكري
أوضح محمود الأفندي أن الهجوم الذي قادته هيئة تحرير الشام كان مدروسًا ومخططًا منذ فترة طويلة، لكنه تأخر بفعل التدخل التركي.
وقال: “توقيت الهجوم يعكس تغيرات سياسية في المنطقة، حيث جاء بعد وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله في لبنان.
وهيئة تحرير الشام تتلقى دعمًا تركيًا مباشرًا، وتستخدم الآن طائرات مسيرة وأسلحة متطورة، يُعتقد أن بعضها مصدره أوكرانيا”.
وأشار إلى أن روسيا، رغم إدراكها لخطورة الموقف، لم تتدخل بشكل مباشر حتى الآن، حيث اقتصر القصف الروسي على مواقع محدودة للمعارضة في ريف حلب، بعكس ما كان يحدث في السنوات السابقة.
توازنات القوى الإقليمية.. بين أنقرة ودمشق
وحول دور تركيا في التصعيد، أكد الأفندي أن أنقرة تسعى لاستخدام العمليات العسكرية كوسيلة ضغط على دمشق في المفاوضات التي ترعاها روسيا بشأن تطبيع العلاقات.
وأوضح: “تركيا تحاول تحقيق مكاسب استراتيجية في شمال سوريا، لكنها تواجه رفضًا سوريًا حاسمًا لأي مفاوضات دون انسحاب القوات التركية من الأراضي السورية”.
أما عن موقف روسيا، فقال الأفندي إن موسكو تراقب الوضع بحذر، حيث تدرك أن التصعيد قد يؤدي إلى انهيار اتفاقيات التهدئة السابقة، مثل اتفاق سوتشي 2019، الذي نص على إقامة منطقة منزوعة السلاح في إدلب.