
قال حزب الله إنه تمكن من “تحقيق النصر” على مدى أكثر من 13 شهراً، على الصهيونية التى وصفها بـ”العدو الواهم “، بعد دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، وعودة آلاف النازحين الى بلدانهم وقراهم لا سيما فى جنوب لبنان.
وقال حزب الله إن الجانب الصهيونى خلال توغل برى فى لبنان خسر 130 جندياً صهيونياً بالإضافة الى 59 دبابة ميركافا و ثمانى طائرات مسيرة، مشيراً الى أنّ هذه الحصيلة لا تتضمن خسائر الجانب الصهيونى فى “القواعد والمواقع و الثكنات العسكرية والمستوطنات والمدن المحتلة”
من جانبه أعلن الجيش اللبنانى تعزيز انتشار فى منطقة جنوب نهر الليطانى تزامنا مع دخول إتفاق وقف إطلاق النار بين العبرية وحزب الله حيز التنفيذ، وفقاً لبيان صدر عن الجيش.
لقى إتفاق وقف إطلاق النار فى لبنان بين الصهييونية وحزب الله، والذى دخل حيز التنفيذ ترحيباً دولياً واسعاً، وأكد الرئيس الأمريكى جو بايدن أن الطرفين وافقا على إتفاق توسطت فيه الولايات المتحدة وفرنسا.
وإعتبر الرئيس الأمريكى جو بايدن ونظيره الفرنسى إيمانويل ماكرون أن الإتفاق سيحمى العبرية من تهديد حزب الله المدعوم من إيران، ويوفر الظروف “لهدوء دائم”.
وقال بايدن وماكرون فى بيان مشترك “إن الإعلان سيوقف القتال فى لبنان ويحمى الصهيوينة من تهديد حزب الله والمنظمات الإرهابية الأخرى العاملة من لبنان”
وأكد الرئيس الأمريكى أنّ واشنطن “تعهدت، بدعم كامل من فرنسا وحلفائنا الآخرين، بالعمل مع العبرية ولبنان لضمان التنفيذ الكامل لهذه الترتيبات – أى تنفيذ الإتفاق بالكامل” وشدد بايدن على أن سكان قطاع غزة “هم أيضاً يستحقون وضع حد للنزاع وعمليات النزوح لقد عاشوا فى جحيم”
كما أعلن الرئيس الأمريكى جو بايدن أن بلاده ستطلق محاولة أخرى للتوصل لوقف إطلاق النار فى غزة.
و يأتى ذلك بعد يوم من الإعلان عن التوصل الى إتفاق لوقف إطلاق النار بين العبرية وجماعة حزب الله اللبنانية.
بعد الإتفاق بين الصهيونية وحزب الله
ما التوقعات في غزة؟
بعد التوصل الاتفاق لإنهاء القتال المستمر منذ أكثر من عام بين العبرية وحزب الله اللبنانى، تحول الإهتمام مرة أخرى الى قطاع غزة، وعاد الحديث عن جهود الوساطة من أجل التوصل لاتفاق وقف إطلاق نار فى القطاع المدمر.
فما التوقعات؟
أثناء إعلانه عن الإتفاق بين الصهيونية وحزب الله قال الرئيس الأمريكى جو بايدن إنه سيجدد الآن مساعيه للتوصل الى إتفاق يبدو بعيد المنال فى غزة، وحث الصهيونية وحماس على إغتنام الفرصة.
بيد أنه لم تظهر أى إشارة تدل على أن القادة الصهيونيين يريدون تخفيف الضغط على حماس، التى أشعلت فتيل الصراع العام الماضى عندما شنت هجوماً على جنوب الأرض المحتلة.
وأوضح وزراء صهيونيون أن أهداف حربهم فى غزة مختلفة تماماً عن تلك فى لبنان، إذ قال وزير الزراعة الصهيونى آفي ديختر، وهو عضو مجلس الوزراء الأمنى ورئيس سابق لجهاز الأمن الداخلى (شين بيت) “لن تشكل غزة تهديداً لدولة للصهونية مرة أخرى… سنحقق نصراً حاسماً هناك.لبنان مختلف”
وقال لمجموعة من المراسلين الأجانب: “هل نحن فى بداية النهاية (لحملة غزة)؟
بالتأكيد لا، لا يزال أمامنا الكثير لنفعله ” ولا يزال نحو 101 من الرهائن فى غزة، وتعهد رئيس الوزراء الصهيونى بنيامين نتنياهو بإعادتهم جميعا والقضاء على حماس.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن وقف إطلاق النار بين الصهيونية وجماعة حزب الله فى لبنان هو “أول شعاع أمل” فى الصراع بالمنطقة بعد شهور من التصعيد، وقال فى بيان مقتضب نقله التلفزيون خلال زيارة الى مسقط رأسه لشبونة “من الضرورى على أولئك الذين وقعوا على التعهد بوقف إطلاق النار إحترام هذا الإلتزام بالكامل” و أضاف المسئول الاممى أن قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة فى لبنان مستعدة لمراقبة وقف إطلاق النار، كما كرر دعوته لوقف إطلاق النار الفورى في غزة، وقال فى إشارة الى الإتفاق “تلقيت أمس علامة مبشرة.. أول شعاع أمل للسلام وسط ظلام الشهور الماضية… إنها لحظة ذات أهمية كبيرة، خاصة بالنسبة للمدنيين الذين يدفعون ثمناً باهظاً لهذا الصراع الآخذ فى الإتساع”.
وظهر خيط من التفاؤل فى مصر التى تلعب دوراً محورياً فى الوساطة بين الصهيونية وحماس، وقال مصدران أمنيان مصريان إن الصهيونية أبلغت القاهرة بأنه إذا صمد وقف إطلاق النار في لبنان، فسيجرى العمل مرة أخرى على التوصل الى اتفاق بشأن غزة.
وقال المصدر إن وفدا أمنياً مصرياً سيتوجه الى الصهيونية فى محاولة للتوصل الى إتفاق لوقف إطلاق النار فى غزة.
وقال مستشار الأمن القومى الأمريكى جيك سوليفان إن بايدن سيبدأ جهودا جديدة لوقف إطلاق النار فى غزة من يوم الأربعاء (27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024)، من خلال محادثات لمبعوثيه مع تركيا وقطر ومصر وغيرها من الجهات الفاعلة فى المنطقة.
وسيتولى دونالد ترامب منصبه رئيساً الولايات المتحدة مجدداً فى يناير/ كانون الثانى، وقال إنه سيعمل على إنهاء الحرب لكنه لم يقدم أى خطة حول كيفية القيام بذلك.
والفلسطينيون ليسوا متفائلين بالنظر الى الخبرة السابقة مع ترامب، وهو مؤيد قوي لإسرائيل.
وأشاد مسئولون صهيونيون وأمريكيون باتفاق لبنان لأنه، وحسب رأيهم، أجبر حزب الله، الذى تدعمه إيران مثل حماس، على فصل نفسه عن الصراع فى غزة.
بيد أنّ عوفر شيلخ، الباحث الكبير في معهد دراسات الأمن القومى بجامعة تل أبيب، قال إن هذا الفصل قد يجعل من الصعب فى نهاية المطاف إنهاء إراقة الدماء فى قطاع غزة، و أضاف شيلخ لرويترز “لن يكون هناك ضغط حقيقى الآن على العبرية بشأن غزة”
و أردف أن التوصل لإتفاق لإنهاء القتال مع حماس فى أى وقت قريب قد لا يخدم مصالح نتنياهو لأنه قد يؤدى الى إنهيار حكومته التى تضم أعضاء يدعمون الحرب بشدة، وندد بعضهم بالإتفاق مع لبنان ويريدون السيطرة على غزة.
وتابع شيلخ “أعتقد أن من مصلحته السياسية أن تستمر الحرب لأن إنتهاء القتال فى غزة قد يهدد هذا الإئتلاف حقاً”
كما عبرت عائلات الرهائن الصهيونية عن غضبها إزاء موافقة نتنياهو على وقف منفصل لإطلاق النار فى لبنان، قائلة إن حزب الله الذى عانى من خسائر فادحة على مدى العام الماضى ربما كان ليمارس ضغوطاً على حماس لإطلاق سراح الرهائن مقابل إنهاء القتال.