سياسة

إيران تتوعد إسرائيل وتتودد لترامب!!

اخبار نيوز بالعربى

كتب كريم محمد.

في ظل التوترات السياسية والعسكرية في الشرق الأوسط، تتبني الدولة الإسلامية الشيعية في إيران خطاباً مزدوجاً يجمع بين التهديد والوعيد للكيان الإسرائيلي المحتل،

ومحاولة التودد للغرب، يأتي ذلك مع إقتراب عودة ترامب من جديد للبيت الأبيض.

أجرت صحيفة “سكاي نيوز عربية” حواراً استعرضت فيه كواليس استراتيجية إيران،

وما تحمله من معاني سياسية ودبلوماسية، من خلال تصريحات المسئولين وتحركاتهم.

تهديدات لإسرائيل ودعوة للكفاح:

بدأ الحوار بتصريحات للمرشد الأعلي لإيران “علي خامنئي” والذي دعا الشعبين اللبناني والفلسطيني لإستمرار الكفاح المسلح باعتباره الوسيلة الوحيدة لمقاومة إسرائيل.

وأكد خامئني بأن المقاومة ضد إسرائيل ستتسع لتشمل أطرافاً جديدة في المستقبل، كما صرح مستشاره “علي لاريجاني”

بأن إيران تخطط للرد علي استهداف مواقعها في سوريا من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، كما أكد أن الرد قريب وحاسم.

التناقض بين التهديد والدعوة للحوار:

ناقش خبراء “سكاي نيوز عربية” حالة التناقض في حديث المسئولين الإيرانيين،

فمنهم من يتخذ لغة التهديد في خطاباته، ومنهم من يشير إلي الحوار، حيث صرح “محمد جواد ظريف” نائب الرئيس الإيراني للشئون الاستراتيجية،

بأن إيران ترحب بحفاوة بمبادرات للسلام مع الولايات المتحدة الأمريكية، كما طالب ترامب بعدم تطبيق سياسة “الضغط القصوي” التي استخدمها في علاقاته بإيران خلال ولايته الأولي.

الملف النووي محور الأحداث:

مع اقتراب الإجتماع المقرر بين إيران ودول أوروبا المقرر عقده الجمعة المقبل، ترغب طهران في تنشيط مسار مفاوضات ملفها النووي.

تحاول إدارة طهران الاستفادة من الصراعات العسكرية في المنطقة للضغط وتحقيق مكاسب في المشروع النووي،

ذلك رغم قرار وكالة الطاقة الذرية الذي انتقد نقص التعاون الذي تقدمه إيران بشأن معلومات تخصيب اليورانيوم والبرنامج النووي.

إيران تنتهج سياسة بين الردع والحوار:

أوضح رئيس تحرير صحيفة “الوفاق” التابعة لإيران السيد “مختار حداد” خلال مشاركته في حوار لإحدى القنوات

أن إيران تحاول في سياستها تعزيز الردع مع الحفاظ علي طرق للحوار مع الغرب.

وأضاف أن إيران تري أن استهداف مواقعها من جانب قوات الإحتلال الإسرائيلي يعتبر عدواناً يستحق الرد،

لكن في الوقت نفسه تري بأن الدبلوماسية خياراً مطروحاً خاصة مع دول الغرب وأمريكا.

قلق إيراني بعد عودة ترامب:

أشار الحوار الي تخوف كبير لدي مسئولي إيران بعد عودة ترامب للحكم من جديد، وتأثير ذلك علي العلاقات الأمريكية مع إيران.

ويأتي تخوف إيران من عودة سياسة “الضغط القصوي”، بما يشمل تفعيل عقوبات جديدة علي ايران،

حيث ذكر “حداد” أن مسئولي إيران يستعدون لإحتمالات متعددة، ويحاولون تعزيز تحالفاتهم الدولية والإقليمية.

تنازلات محدودة وفرص ضعيفة في الملف النووي:

أشار الحوار الي أن إيران ترغب في الاستفادة من اجتماع الدول الأوروبية في تحسين مسار مفاوضات الملف النووي،

رغم التجارب السابقة والتي لم تحقق أي نتائج ملموسة.

وأكد “حداد” أن الجانب الإيراني مستعد لتقديم تنازلات في “نطاق ضيق” إذا توفرت الضمانات الحقيقية من الدول الأوروبية،

لكنه اعترف بأن تحقيق تقدم في مفاوضات الملف النووي سيكون صعباً للغاية في ظل التوترات الحالية.

خيارات صعبة وتحديات عديدة:

وأكد الحوار في نهايته، بأن إيران تواجه تحديات صعبة في ظل اعتمادها سياسة تجمع بين التهديد والدعوة للحوار الدبلوماسي.

وأكد الخبراء بأن نجاح إيران علي تجاوز هذه المرحلة يعتمد أساساً علي قدرتها علي تحقيق توازن بين الردع العسكري لإسرائيل والإنفتاح علي الدبلوماسية بشكل دقيق.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى