تقارير

اللواء رضا يعقوب يرصد مابعد حكم المحكمة الجنائية الدولية بشان إعتقال نتنياهو وغالانت والضيف

اخبار نيوز بالعربي

اللواء رضا يعقوب يرصد مابعد حكم المحكمة الجنائية الدولية بشان إعتقال نتنياهو وغالانت والضيف، ويرصد كل منهم:

ردود أفعال انقسامات صارخه بشأن حكم المحكمة الجنائية الدولية بشان إعتقال نتنياهو و غالانت والضيف فيما يتعلق بحرب الإبادة بغزه، الولايات المتحدة الأمريكية ترفض الحكم على الصهيونية، بينما الإتحاد الأوروبى يطلب تنفيذ الحكم، أهل فلسطين يطلبون تنفيذ الحكم حيث جرائم الصهيونية ضد الإنسانية وتتعلق بالإبادة والقتل الجماعى، بينما الصهاينة يرفضون الحكم على إعتقال نتنياهو حيث رئيس وزراء العبرية، وينتظرون عودة ترامب الذى يقف بجوارهم.

نتنياهو و غالانت والضيف: ماذا نعرف عن الشخصيات الثلاثة المطلوبة من قبل المحكمة الجنائية الدولية؟

أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة اعتقال بحق رئيس الوزراء الصهيونى بنيامين نتنياهو، ووزير الحرب الصهيونى السابق يوآف غالانت، بالإضافة الى مذكرة إعتقال أصدرت فى بيان منفصل للقائد العام لكتائب عز الدين القسام، الجناح العسكرى لحركة حماس، محمد الضيف، بتهمة إرتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.

ولد بنيامين نتنياهو فى الأرض المحتلة عام 1949 قرية تل الربيع، وفى عام 1963، انتقلت عائلته الى الولايات المتحدة عندما  عرض منصب أكاديمى على والده بنزيون، وهو مؤرخ بارز وناشط صهيونى.

في سن 18 عاما، عاد نتنياهو الى الأرض المحتلة ، حيث أمضى خمس سنوات فى الجيش، إذ خدم كضابط برتبة كابتن فى وحدة إستطلاع هيئة الأركان العامة الصهيونية “سايريت ماتكال” وأصيب فى مداهمة لطائرة ركاب بلجيكية خطفها نشطاء فلسطينيون وهبطت فى الأرض المحتلة عام 1972. كما شارك فى حرب أكتوبر عام 1973.

في عام 1976، قُتل شقيق نتنياهو، جوناثان، أثناء قيادة عملية إنقاذ رهائن من طائرة مخطوفة في عنتيبي بأوغندا. كان لوفاته أثر عميق على عائلة نتنياهو، وأصبح إسمه أسطوريا في الصهيونية.

أنشأ نتنياهو معهداً لمكافحة الإرهاب إحياءً لذكرى أخيه، وفى عام 1982 أصبح نائباً لرئيس البعثة الصهيونية فى واشنطن. فى عام 1984، عُين مندوباً دائماً لإسرائيل لدى الأمم المتحدة.

إنخرط نتنياهو فى السياسة عندما عاد الى الأرض المحتلة فى عام 1988، وفاز بمقعد عن حزب الليكود فى الكنيست وأصبح نائباً لوزير الخارجية، أصبح فيما بعد رئيساً للحزب، وفى عام 1996، أصبح أول رئيس وزراء الكيان الغاصب منتخب بشكل مباشر بعد إجراء إنتخابات مبكرة إثر إغتيال إسحاق رابين، وكان نتنياهو أصغر زعيم يتولى منصب رئاسة الوزراء فى الأرض المحتلة.

فى عام 1999 فقد منصبه بعد أن دعا الى إجراء إنتخابات مبكرة وانهزم أمام زعيم حزب العمل إيهود باراك.

تنحى نتنياهو عن رئاسة الليكود وخلفه أرييل شارون، وبعد إنتخاب الأخير رئيساً للوزراء فى عام 2001، عاد نتنياهو ىلى الحكومة، أولاً وزيراً للخارجية ثم وزيراً للمالية. فى عام 2005 إستقال إحتجاجاً على الإنسحاب الصهيونى من قطاع غزة.

حظى نتنياهو بفرصة أخرى للعودة لرئاسة الوزراء عام 2005 بعد إنسحاب شارون من حزب الليكود وتأسيسه حزباً وسطياً جديداً هو حزب كاديما، قبل فترة قليلة من إصابته بسكتة دماغية تركته فى غيبوبة.

فاز نتنياهو بزعامة الليكود مرة أخرى وإنتخب رئيساً للوزراء للمرة الثانية فى مارس/آذار 2009.

على الرغم من إعلان قبوله المشروط بدولة فلسطينية الى جانب العبرية عام 2009، الا أنه تشدد فى موقفه فيما بعد.

أدت الهجمات الفلسطينية والعمل العسكرى الصهيونى بشكل متكرر الى دخول الصهيوينة فى مواجهة داخل قطاع غزة وفى محيطه قبل وبعد عودة نتنياهو الى السلطة فى عام 2009.

إندلع رابع صراع من ذلك النوع خلال 12 عاماً فقط فى مايو/أيار 2021، مما أدى الى وقف مؤقت لجهود الأحزاب المعارضة لنتنياهو للإطاحة به فى أعقاب سلسلة من الإنتخابات غير الحاسمة.

على الرغم من أن الصهيونية كانت تحظى خلال الصراعات بدعم أقرب حليف لها، الولايات المتحدة، الا أن العلاقات بين نتنياهو والرئيس باراك أوباما شابتها الكثير من الصعوبات.

أدى وصول دونالد ترامب الى الرئاسة فى عام 2017 الى تعزيز التوافق بين سياسات الحكومة الأمريكية والصهيونية، وفى غضون عام أعلن ترامب إعترافه بالقدس عاصمة لليهودية.

بعد عام 2016، بدأ التحقيق فى مزاعم بالفساد طالت نتنياهو، و انتهى بتوجيه إتهامات له بالرشوة واحتيال وخيانة الأمانة فيما يتعلق بثلاث قضايا منفصلة فى نوفمبر/تشرين الثانى عام 2019.

تولى رئاسة الحكومة فى الأرض المحتلة للمرة الخامسة نهاية عام 2022، بعد فوز تحالف الانتخابات واصف لأكثر يمينية فى تاريخ الصهيونية.

فى بداية عام 2023، طرحت حكومته تعديلات قضائية، قال عنها نتنياهو إنها تهدف لإصلاح التوازن بين القضاة والسياسيين، و قوبلت مساعيه باحتجاجات واسعة غير مسبوقة فى الأرض المحتلة، يواجه بنيامين نتنياهو واحدة من أكبر الأزمات فى حياته السياسية الطويلة، وسط إحتجاجات على محاولات حكومته تقييد صلاحيات المحكمة العليا فى البلاد.

وبعد رد فعل حماس على جرائم الصهيونية فى السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، شن نتنياهو حرباً على قطاع غزة، قبل أن يوسع نطاق الحرب ضد حزب الله فى لبنان.

أعيد إنتخابه للمرة الخامسة فى نوفمبر تشرين الثانى 2022، وقاد التحالف الأكثر تطرفاً و يمينية فى تاريخ الصهيونية، ووعد بحكومة تمثل جميع الصهاينة، بغض النظر عن الخلافات السياسية، بيد أن إصلاحات المخطط لها قوبلت باحتجاجات جماهيرية واسعة النطاق، لم يشهد لها مثيل منذ تأسيس الدولة قبل 75 عاماً.

جاءت عودة زعيم حزب الليكود الى السلطة بعد فترة وجيزة نسبياً فى المعارضة، بعدما قضى 12 عاماً متتالية رئيسا للوزراء، وعودته الدراماتيكية عززت الإعتقاد بين مؤيديه بأن “الملك بيبى” لا يقهر سياسياً.

وقد شغل نتنياهو، منصب رئاسة الحكومة لست مرات، وهو الرقم القياسى الذى لم يبلغه أى رئيس وزراء آخر فى تاريخ البلاد.

يوآف غالانت:

بدأ وزير الحرب الصهيونى السابق يوآف غالانت الخدمة العسكرية فى وحدة الضفادع البشرية فى البحرية الصهيونية ليصبح واحداً من أبرز القادة فى الجيش العبرى.

وعين غالانت قائداً لكتيبة فى قطاع غزة عام 1997 لمدة عامين، وشغل منصب قائد الجبهة الجنوبية فى حكومة أرئيل شارون إثر تطبيقه خطة الإنسحاب أحادية الجانب من غزة، وقاد غالانت العملية التى عرفت باسم “الشتاء الساخن” ضد قطاع غزة عام 2008.

فى نهاية عام 2022، عين نتنياهو، غالانت، وزيراً للدفاع، فى عام 2023، دخل غالانت فى صراع مع نتنياهو إثر معارضته لطرح الحكومة الصهيونية مشروعاً للتعديلات القضائية، يمنحها سيطرة كاملة على اللجنة التى تعين القضاة ويجرد المحكمة العليا من السلطات الحاسمة لإلغاء التشريعات التى تعتبرها غير دستورية.

دعا غالانت، نتنياهو، الى وقف التعديلات القضائية وسط أكبر مظاهرات شهدتها الأرض المحتلة احتجاجا على هذه الخطط.

دفع ذلك نتنياهو الى إقالة غالانت، الا أنه تراجع عن القرار بعد نحو شهر على خلفية ضغوط من المتظاهرين، ووقف نتنياهو التعديلات القضائية مؤقتاً حينها.

فى أعقاب رد فعل السابع من أكتوبر/تشرين الأول عام 2023، قال غالانت إن عملية “السيوف الحديدية” على غزة يجب أن تكون الأخيرة، وأمر بفرض حصار كامل على القطاع.

طفت الكثير من الخلافات على السطح بين نتنياهو و غالانت بشأن إدارة الحرب فى غزة، وفى بداية نوفمبر/تشرين الثانى 2024، أعلن نتنياهو إقالة غالانت من منصبه كوزير للحرب.

علق نتنياهو على إقالة غالانت بالقول: “أزمة الثقة التى حلت بيني وبين وزير الدفاع لم تجعل من الممكن إستمرار إدارة الحرب بهذه الطريقة”

محمد الضيف:

هو محمد دياب المصرى، كنيته “أبو خالد”، ولقبه “الضيف”، يتزعم كتائب عز الدين القسام، الذراع العسكرى لحركة حماس، ولد فى غزة عام 1965.

“العقل المدبر” كما يعرف فلسطينياً، و”رجل الموت” أو”المقاتل ذو التسعة أرواح” كما يعرف صهيونياً، حصل على درجة البكالوريوس فى علم الأحياء من الجامعة الإسلامية بغزة، وعرف عنه حبه للتمثيل والمسرح، وشكل فرقة فنية لهذا الغرض.

حين اعلن عن تأسيس حماس تنخرط فى صفوفها دون تردد، واعتقلت السلطات الإسرائيلية عام 1989، وقضى 16 شهراً فى السجن بتهمة العمل فى الجهاز العسكرى لحماس، وأثناء سجنه كان الضيف قد إتفق مع زكريا الشوربجي وصلاح شحادة على تأسيس حركة منفصلة عن حماس بهدف أسر جنود صهيونيين، فكانت كتائب القسام.

بعد خروج الضيف من السجن، كانت كتائب عز الدين القسام بدأت تظهر تشكيل عسكرى، وكان الضيف من مؤسسيها، وفى طليعة العاملين فيها من القادة.

كان الضيف مهندس بناء الإنفاق التى سمحت لمقاتلى حماس بإجراء إختراقات فى الداخل للأرض المحتلة إنطلاقاً من غزة، وكان أيضاً ممن عززوا إستراتيجية إطلاق عدد أكبر من الصواريخ.

إلا أن أخطر التهم الموجهة اليه هى إشرافه و تخطيطه لسلسلة عمليات إنتقام عقب إغتيال المهندس يحيى عياش، والتي أدت الى مقتل نحو 50 صهيونياً بداية عام 1996، و تخطيطه كذلك لأسر وقتل ثلاثة جنود صهيونيين أواسط التسعينيات. اعتقلته الصهيونية ودخل السجن عام 2000، لكنه تمكن من الإفلات من سجانيه فى بداية ما يعرف بالـ”الانتفاضة الثانية”، و اختلفت آثاره منذ ذلك اليوم.

حاولت العبرية إغتياله عام 2002، ونجا الضيف بأعجوبة، لكنه فقد إحدى عينيه، وتقول الصهيونية إنه خسر إحدى قدميه أيضاً وإحدى يديه، كما أنه يعانى من صعوبة فى الكلام، بسبب تعرضه لأكثر من محاولة إغتيال.

عام 2014 وخلال الحرب التى شنتها العبرية على قطاع غزة، و إستمرت أكثر من 50 يوماً، أخفق الجيش الصهيونى فى إغتيال الضيف أيضاً، الا أنه قتل زوجته واثنين من أطفاله.

اخترت كنية “الضيف” بسبب ما يتردد عنه بأنه لا يبقى فى مكان واحد لأكثر من ليلة واحدة، و يبيت كل مرة فى بيت جديد للإفلات من الملاحقة الصهيونية.

فى الأول من أغسطس/آب 2024، أعلن الجيش الصهيونى و الشاباك إغتيال محمد الضيف فى غارة إستهدفت خان يونس جنوبى قطاع غزة، لكن حركة حماس لم تؤكد نبأ اغتياله.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى