رياضة

تقرير| عم حارث.. حارس أسرار غرفة ملابس الأهلي وشاهد على أمجاد القلعة الحمراء

كتب: معتصم إبراهيم 

عم حارث، كما يعرفه عشاق النادي الأهلي أو أسطورة غرفة الملابس، هو أحد أشهر وأقدم العاملين بالنادي الأهلي.

يتولى العم حارث مسؤولية غرفة ملابس الفريق الأول لكرة القدم بالنادي منذ أكثر من 50 عامًا.

عم حارث يعتبر من العلامات البارزة داخل جدران القلعة الحمراء، حيث كان شاهدًا على جميع إنجازات النادي عبر العقود الماضية.

 

بداية مشوار عم حارث مع الأهلي

بدأ عم حارث مشواره مع النادي الأهلي في نهاية الستينيات، وكان في البداية مجرد عامل بسيط قبل أن يتطور دوره ليصبح مسؤولًا عن غرفة الملابس بالكامل.

ومنذ ذلك الحين، أصبح جزءًا لا يتجزأ من النادي، ورافق الفريق في كل البطولات والإنجازات وكان حاضرًا في كل لحظة كبيرة وصغيرة، وشهد تحول الأهلي إلى أحد أكبر أندية القارة الإفريقية والعالم.

دور عم حارث لا يقتصر على مجرد ترتيب غرفة الملابس وتنظيمها، بل يمتد إلى كونه عنصر دعم نفسي ومعنوي للاعبين.

هو الرجل الذي يعرف كل زاوية في النادي وكل تفصيلة في حياة اللاعبين ويعتبره الكثيرون “الروح” الخفية للفريق، إذ يبث الحماس في نفوس اللاعبين قبل المباريات، ويقوم بتحفيزهم بالعبارات التشجيعية والدعاء لهم بالتوفيق.

علاقة عم حارث واللاعبين

 

يعتبر عم حارث هو الشخص الذي يجلب الابتسامة للاعبين، حيث يُعرف بخفة دمه وروحه المرحة التي تضفي أجواء إيجابية داخل غرفة الملابس، مما يساهم في تخفيف الضغط عن اللاعبين قبل المباريات الكبرى.

عم حارث يُعتبر “الأب الروحي” للكثير من اللاعبين، خاصة الصغار منهم، حيث يقدم لهم النصائح والدعم.

عاش عم حارث على مدار أكثر من 50 عامًا، لحظات لا تُنسى مع النادي الأهلي و من بين هذه اللحظات، كانت مباراة الأهلي والزمالك في نهائي دوري أبطال إفريقيا عام 2020.

والتي انتهت بفوز الأهلي بهدفين مقابل هدف، حيث كان عم حارث في قمة سعادته بهذا الانتصار التاريخي.

كما شهد عم حارث تتويج الأهلي بالعديد من البطولات المحلية والإفريقية، مثل دوري أبطال إفريقيا وكأس السوبر الإفريقي والدوري المصري وكأس مصر.

فرحته بتتويج الفريق بالبطولات

لا يُنسى أيضاً فرحة عم حارث العارمة عندما توّج الأهلي ببطولة دوري أبطال إفريقيا للمرة العاشرة في تاريخه، وكان يحتفل مع اللاعبين كأنه أحدهم.

ومن الأمور الغامضة التي لاحظها الكثيرون هو أن عم حارث دائمًا يحتفظ بعملة معدنية قديمة في جيبه، وحين سُئل عن سر هذه العملة، فكان رده أن هذه العملة كانت أول ما حصل عليه كأجر في النادي الأهلي.

ويعتبرها عم حارث هى“تميمة حظه”ويؤمن بأن هذه العملة جلبت له الحظ السعيد في حياته وعمله، وأنها كانت شاهدة على كل لحظة نجاح عاشها مع الفريق.

خلال مسيرة عم حارث الطويلة إجتمع بأجيال مختلفة من لاعبي الأهلي، بداية من أساطير النادي مثل محمود الخطيب وحسام حسن،وصولًا إلى نجوم الجيل الحالي مثل محمد الشناوي وعلي معلول.

ويتمتع عم حارث بعلاقات قوية مع كل من مروا على النادي الأهلي، مما يجعله شخصية محبوبة من الجميع.

نظرًا لولائه وتفانيه في خدمة النادي، قام النادي الأهلي بتكريم عم حارث في أكثر من مناسبة، كما أهداه اللاعبون والمدربون العديد من الهدايا التذكارية.

النادي الأهلي يعتبره جزءًا لا يتجزأ من عائلة الأهلي، وقد تمت دعوته لحضور العديد من المناسبات الرسمية والمباريات المهمة.

عم حارث وعلاقته بالأهلي على المدى الطويل

طوال تاريخه عم حارث ليس مجرد عامل في غرفة الملابس، بل هو “أيقونة” في تاريخ النادي الأهلي.

عم حارث هو جزء من نسيج النادي الذي لا يُنسى، وسيظل اسمه محفورًا في ذاكرة كل من عشق القلعة الحمراء.

دور عم حارث في النادي يتجاوز مجرد العمل، بل يمتد ليكون مصدر إلهام ودعم للاعبين والجماهير على حد سواء.

لم يكن عم حارث مجرد عامل خلف الكواليس بالنسبة لجماهير النادي الأهلي، بل أصبح رمزًا محبوبًا ووجهًا مألوفًا لهم على مدار السنين.

فمع كل مباراة يخوضها الأهلي، سواء على أرضه في ستاد القاهرة أو خارجه، لم تكن المدرجات تخلو من هتافات الجماهير لعم حارث.

فهو ليس مجرد عامل في غرفة الملابس، بل هو “أيقونة” تعكس روح الأهلي وعشقه، العلاقة بينه وبين جماهير النادي هي علاقة استثنائية.

ويعتبر عم حارث جزء من “الروح” التي تعطي النادي الأهلي طابعه الفريد، والجماهير دائمًا ستظل تُردد اسمه بكل فخر واعتزاز.

وفاء عم حارث مع الفريق

عم حارث هو خير مثال على التفاني والولاء، فهو الرجل الذي ظل يخدم الأهلي لأكثر من نصف قرن، دون كلل أو ملل.

رغم أن عم حارث لا يزال في خدمة النادي الأهلي، إلا أنه بدأ يتحدث عن رغبته في التقاعد قريبًا.

ومع ذلك، فإن الجماهير واللاعبين يأملون أن يستمر “عم حارث” في دوره لفترة أطول، لأن وجوده يُعد جزءًا من هوية النادي.

يبقى عم حارث رمزًا للإخلاص والتفاني في العمل، وقصة كفاح وعشق للنادي الأهلي تستحق أن تُروى وتُحكى للأجيال القادمة.

عم حارث ليس مجرد اسم في تاريخ النادي، بل هو قصة إنسانية تُجسد معنى الولاء الحقيقي الذي لا يتغير مهما مرت السنوات.

واخيراً.. يظل حارث الأهلي أسطورة خفية داخل جدران القلعة الحمراء، وذكراه ستبقى خالدة في قلوب كل من مروا عليه.

عم حارث.. عامل المهام بالنادي الأهلي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى