مصطفى الصباغ لـ”نيوز بالعربي”: الذكاء الاصطناعي ليس تهديدًا للكتاب المحترفين بل شريكًا يعزز إنتاجيتهم
مصطفى الصباغ لـ"نيوز بالعربي": الذكاء الاصطناعي ليس تهديدًا للكتاب المحترفين بل شريكًا يعزز إنتاجيتهم

إدارة الحوار/ عبدالرحمن فتحي عبدالنعيم
في عصر تتسارع فيه تطورات التكنولوجيا، يبرز الذكاء الاصطناعي كعنصرٍ جديد ومؤثر في عالم صناعة المحتوى.
وفي هذا الحوار، نستضيف مصطفى الصباغ، المدون وصانع المحتوى الذي يعد من أبرز المتخصصين في تحسين محركات البحث وصاحب شركة “الصباغ” للإعلانات الرقمية، ليتحدث عن خبرته العميقة في مجال التدوين الرقمي والتكنولوجيا منذ عام 2006.
حيث يكشف الصباغ عن رؤيته حول دور الذكاء الاصطناعي كأداة مساعدة تعزز من إنتاجية الكاتب دون أن تهدد دوره، ويشاركنا آراءه حول مستقبل الكتابة في ظل هذا التغير السريع.
هل يمكنك أن تعطيني نبذة مختصرة عن نفسك وخبرتك في مجال عملك؟
مصطفى الصباغ، مدون وصانع محتوى كتابي ومرئي، خبير في تحسين محركات البحث (SEO)، وصاحب شركة “الصباغ” التي تُعد وكيلًا بديلًا لجوجل أدسنس للمواقع.
كما أنني مالك قناة “الصباغ للمعلوميات” ولدي خبرة واسعة في مجال التدوين، صناعة المحتوى، وتحسين وتهيئة المواقع لمحركات البحث منذ عام 2006.

كيف ترى تأثير الذكاء الاصطناعي، مثل ChatGPT، على مجال كتابة المحتوى؟ وهل تعتقد أن هذه الأدوات تعتبر تهديدًا للكتاب المحترفين أم أنها وسيلة مساعدة؟
أدوات الذكاء الاصطناعي مثل ChatGPT هي أدوات مساعدة ذكية، تساهم في تعزيز إنتاجية المدونين وصناع المحتوى.
فهي ليست بديلاً للكتاب المحترفين، بل وسيلة تعزز من قدرتهم على إنتاج محتوى بجودة عالية في وقت أقل.
وعلى الرغم من إمكانيات الذكاء الاصطناعي، يبقى الإنسان متفوقًا بفضل قدراته الإبداعية والتعبيرية التي لا يمكن استبداله، لذلك يمكن اعتبار هذه الأدوات شريكًا مساعدًا للكاتب، وليس تهديدًا لدوره.
من وجهة نظرك، هل هناك فرق واضح في جودة المحتوى المكتوب بواسطة الذكاء الاصطناعي مقارنة بالمحتوى المكتوب من قبل الإنسان؟
من وجهة نظري، هناك بالفعل فرق واضح في جودة المحتوى المكتوب بواسطة الذكاء الاصطناعي مقارنة بالمحتوى المكتوب من قبل الإنسان.
فالذكاء الاصطناعي يمتاز بقدرته على تغطية جميع جوانب الموضوع بسرعة ودقة، حيث يمكنه إنتاج مقال شامل ومفصل يحتوي على 5000 كلمة خلال بضع دقائق فقط.
وفي المقابل، قد يستغرق الإنسان وقتًا أطول بكثير لإنتاج محتوى مماثل، ربما يومًا كاملًا، وذلك نظرًا للجهد الكبير الذي يتطلبه كتابة محتوى شامل ووافي.
لذا، أرى أن الذكاء الاصطناعي يتفوق من حيث الجودة والإنتاجية، حيث يمكن توظيفه لإنتاج محتوى عالي الجودة بمجرد توجيه الأوامر اللازمة.

أحد الأسئلة التي تشغل بال الكثيرين: هل المحتوى المكتوب بواسطة ChatGPT يتم أرشفته بشكل جيد على محركات البحث؟ وهل تختلف خوارزميات الأرشفة بين المحتوى المكتوب بواسطة الذكاء الاصطناعي والمحتوى البشري؟
بناءً على تجربتي، لا يوجد فرق جوهري في أرشفة المحتوى المكتوب بواسطة الذكاء الاصطناعي مقارنة بالمحتوى البشري، بشرط أن يكون المحتوى عالي الجودة ومتوافقًا مع معايير محركات البحث.
ومع ذلك، تحتفظ جوجل بالحق في إلغاء أرشفة المقالات التي ترى أنها لا تلتزم بمعاييرها أو تفتقر إلى الجودة، وقد ناقشنا هذا الموضوع بتفصيل أكبر في حلقاتنا السابقة على قناتنا على يوتيوب.
لذلك، المهم ليس مصدر المحتوى، بل جودته ومدى توافقه مع المعايير الحديثة للأرشفة.
هناك من يقول إن الذكاء الاصطناعي مثل ChatGPT قد يؤثر على الاحترافية ويجعل الكاتب يعتمد على الآلة بدلاً من مهاراته الخاصة، كيف ترى هذا الرأي؟ وهل يعتبر استخدام الذكاء الاصطناعي تقليلًا من كفاءة الكاتب؟
لا أعتقد أن اعتماد الكاتب على الذكاء الاصطناعي أو أدواته يعني بالضرورة فقدانه لمهاراته أو تقليلًا من كفاءته، خصوصًا إذا كان لديه خبرة سابقة في مجال الكتابة.
فالكاتب المحترف الذي يمتلك مهارات قوية يمكنه الاستفادة من الذكاء الاصطناعي كأداة مساعدة تعزز إنتاجيته وتوفر عليه الوقت، دون أن يعتمد عليه بشكل كامل.
لكن، التحدي يكمن بالنسبة للكتاب الجدد الذين قد يعتمدون كليًا على هذه الأدوات دون أن يطوروا أساسيات الكتابة أو مهاراتهم الشخصية، مما قد يؤدي إلى ضعف جودة المحتوى عند غياب الذكاء الاصطناعي.

كيف يمكن لكاتب محتوى محترف، يعرف قواعد الكتابة والسيو، أن يستخدم ChatGPT بفعالية لتعزيز إنتاجيته وتحسين جودة أعماله؟
يمكن للكاتب المحترف استخدام ChatGPT بفعالية من خلال تعلم كيفية توجيه الذكاء الاصطناعي بشكل صحيح للحصول على النتائج المرجوة.
ففي البداية، يجب أن يتقن أساسيات الكتابة وقواعد السيو، والتي يمكن تعلمها من مصادر متعددة مثل الدورات التدريبية والمنصات التعليمية، أو يوتيوب وغيرها من المنصات.
وبعد ذلك، عليه احتراف توجيه الأوامر الذكية (Prompt Engineering) للذكاء الاصطناعي، وهو مجال واسع يتيح للكاتب برمجة الأداة للحصول على محتوى مخصص بجودة عالية.
فعلى سبيل المثال، قمتُ شخصيًا بتطوير روبوت خاص باستخدام (Gemini) لإنتاج مقالات احترافية من الصفر بمواصفات محددة.
وقد تحدثنا عن هذا الموضوع بالتفصيل في قناتنا على يوتيوب، حيث شرحنا كيفية استخدام هذه الأدوات لتحقيق أفضل النتائج.
هناك بعض الإعلانات عن وظائف كتابة المحتوى تطلب عدم استخدام الذكاء الاصطناعي في الكتابة، برأيك لماذا تُوضع مثل هذه الشروط؟ وهل هناك مخاوف حقيقية من الاعتماد الكامل على الذكاء الاصطناعي في الكتابة؟
هذه الشروط تُوضع غالبًا بسبب سوء استخدام الذكاء الاصطناعي من قبل بعض الكتّاب الذين يعتمدون عليه بشكل كامل دون إضافة أي لمسة بشرية أو تعديل.
ومثل هؤلاء الكتّاب يأخذون المحتوى كما هو من الذكاء الاصطناعي ويضعونه مباشرة في المواقع، مما يؤدي إلى فقدان الأصالة والجودة.
فأصحاب الوظائف يريدون كتّابًا يمتلكون المهارة والإبداع الأساسيين في الكتابة، حتى لو استخدموا الذكاء الاصطناعي، فإنهم يعرفون كيف يُحسنون ويُطورون المحتوى ليبدو طبيعيًا وبطريقة بشرية.
لذلك، المشكلة ليست في الذكاء الاصطناعي نفسه، بل في طريقة استخدامه من قبل الكتّاب الذين يعتمدون عليه بنسبة 100% دون إضفاء أي قيمة أو تحسين، وهذا ما يدفع أصحاب المشاريع لوضع مثل هذه الشروط.

هل ترى أن الذكاء الاصطناعي مصمم للمساعدة فقط، أم يمكن أن يصبح أداة تكميلية متكاملة في صناعة المحتوى والإعلانات؟
الذكاء الاصطناعي ليس مصممًا للمساعدة فقط، بل يمكن أن يكون أداة تكميلية متكاملة في صناعة المحتوى بجميع أنواعه، سواء كان كتابيًا، مرئيًا، أو بصريًا.
فاليوم، الذكاء الاصطناعي أصبح جزءًا لا يتجزأ من العديد من المجالات، وليس الكتابة والتدوين فقط، بل يشمل الإعلانات، التصميم، وحتى التخطيط الاستراتيجي.
ومن وجهة نظري، الذكاء الاصطناعي أداة متعددة المهام تُساهم في تحسين الكفاءة وجودة الإنتاج، ويمكن توظيفها بشكل تكاملي لرفع مستوى العمل، بشرط أن يتم دمجها بذكاء مع مهارات الإنسان.
باعتبارك مرجعًا تعليميًا في مجال صناعة المحتوى، ما نصيحتك للكتّاب الذين يشعرون بالحيرة حول استخدام الذكاء الاصطناعي؟ وكيف يمكنهم الاستفادة منه دون التأثير على احترافيتهم؟
نصيحتي لكل كاتب محتوى أن ينظر إلى الذكاء الاصطناعي كأداة مساعدة ذكية تعزز إنتاجيته بدلاً من أن يكون مصدر قلق.
وللاستفادة المثلى، يجب أن يتعلم الكاتب كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي بفعالية عبر فهم أوامر التوجيه ومبادئ “هندسة موجهات الأوامر”.
وهذه المهارات يمكن اكتسابها من خلال منصات مثل يوتيوب أو دورات تدريبية متخصصة، وعندما يتمكن الكاتب من صياغة أوامر دقيقة للذكاء الاصطناعي، فإنه سيحصل على نتائج عالية الجودة تساعده على توفير الوقت والجهد.
والأهم من ذلك، يجب أن يضيف الكاتب لمسته الشخصية إلى النصوص الناتجة لضمان الاحتفاظ بروح الكتابة الإبداعية والاحترافية، مما يعزز من مكانته بدلاً من التأثير عليها.
هل تعتقد أن هناك مجالاً لأن يُعتبر الكاتب الذي يستخدم الذكاء الاصطناعي في كتاباته محترفًا ومؤهلاً مثل غيره من الكتاب؟ أم أن هناك تحديات تواجه مثل هؤلاء الكتاب؟
أعتقد أن الكاتب الذي يستخدم الذكاء الاصطناعي بشكل احترافي يمكن اعتباره مؤهلاً تمامًا مثل غيره من الكتاب، بل قد يمتلك ميزة إضافية إذا كان ماهرًا في توجيه الأوامر والاستفادة القصوى من إمكانيات الذكاء الاصطناعي.
فالمهم هو أن يكون الكاتب على دراية بكيفية استغلال الذكاء الاصطناعي بشكل يضمن جودة المحتوى ومطابقته لمعايير السيو، مع إضافة لمسة بشرية في الأسلوب لتجنب النصوص الآلية البحتة.
وإذا تمكن الكاتب من تحقيق هذا التوازن، فسيكون مؤهلاً للنجاح في هذا المجال وسيصبح قادرًا على إنتاج محتوى احترافي وفعّال باستخدام الذكاء الاصطناعي.
في رأيك، ما هو مستقبل الذكاء الاصطناعي في مجال الكتابة والتدوين؟ وكيف يمكن للمحتوى المكتوب بهذه الطريقة أن يتطور مع مرور الوقت؟
من وجهة نظري، مستقبل الذكاء الاصطناعي في الكتابة والتدوين يبدو واعدًا جدًا، حيث سيتمكن المحترفون من استخدامه لإنتاج محتوى عالي الجودة بكفاءة.
ومع مرور الوقت، ستتشكل فئتان؛ فئة قادرة على استخدام الذكاء الاصطناعي بمهارة لإنتاج محتوى مميز ومطابق للمعايير، وفئة أخرى قد تتراجع بسبب افتقارها لمهارات التعامل مع الذكاء الاصطناعي.
لذا، قد تتوسع الفجوة بين الكتاب القادرين على الاستفادة من الذكاء الاصطناعي والآخرين،مما يؤدي إلى بروز قادة جدد في هذا المجال ممن يمتلكون الكفاءة والخبرة.