
كتبت/كوثر عبدالعاطي محمود
تعيش بلدة الهلالية في ولاية الجزيرة حالة من الكارثة الإنسانية، حيث تتعرض للحصار من قبل قوات الدعم السريع، مما أدى إلى تفاقم الأزمة الطبية والإنسانية في المنطقة. ومنذ بداية الحصار، توفي العشرات نتيجة تفشي حالات التسمم بين السكان.
في الساعات الأخيرة، تم تسجيل وفاة 40 شخصًا بسبب التسمم، ليصل العدد الإجمالي للضحايا إلى 166 شخصًا، بينهم 15 قتيلاً برصاص القوات. وقد أعلن مرصد مؤتمر الجزيرة، وهو كيان مدني يراقب انتهاكات حقوق الإنسان في الولاية، عن هذه الأرقام المأساوية.
تفرض قوات الدعم السريع حصارًا على الهلالية، التي تقع على بعد نحو 70 كيلومترًا شمال شرق ود مدني، عاصمة ولاية الجزيرة. وقد أسفر هذا الحصار عن انتهاكات واسعة النطاق ضد المدنيين، حيث تم تدمير ونهب مركز غسيل الكلى الذي يخدم 31 قرية، بالإضافة إلى المستشفى الرئيسي في البلدة.
ووفقًا لبيان مؤتمر الجزيرة، تم رصد 40 حالة وفاة بالتسمم خلال الـ 24 ساعة الماضية، بما في ذلك حالات لعائلتين. كما اتهم البيان قوات الدعم السريع بفرض رسوم قدرها مليون جنيه سوداني (حوالي 450 دولارًا) لإجلاء الأفراد من البلدة، التي تأوي حاليًا أكثر من 30 ألف شخص يعانون من نقص حاد في الأمن والغذاء والدواء.
في المقابل، أعلنت قوات الدعم السريع عن وصول وفد رفيع المستوى إلى الهلالية لمتابعة الوضع الصحي والوفيات، مدعية أن حالات الوفاة ناجمة عن تفشي إسهالات يشتبه بأنها كوليرا.