سياسة

الشراكة الإسرائيلية الأردنية

اخبار نيوز بالعربى-سياسة

كتبت: إسراء عبدالله

بعد مرور ثلاثة عقود على معاهدة السلام الإسرائيلية الأردنية،

يستعرض كل من الرئيس الإسرائيلي السابق رؤوفين ريفلين ووزير الخارجية الأردني السابق جواد العناني، إرث المعاهدة، بما في ذلك ارتباطها بالصراع الإقليمي الحالي

رؤوفين ريفلين :

تُجسد معاهدة السلام تعاونًا عمليًا، حتى وإن تباينت الآراء حول مسار التسوية المستقبلية للقضايا العالقة.

فالحدود الممتدة بين الأردن وإسرائيل، والتي يبلغ طولها 350 كيلومترًا، مفتوحة فعليًا من الناحية الأمنية نظرًا لقلة القوات المتمركزة هناك،

إلا أنها بقيت آمنة بفضل التعاون الوثيق بين جيشي البلدين. لنسبة لإسرائيل، شكل هذا التعاون عنصرًا حاسمًا في تأمين “الجبهة الشرقية ”

ضد الوكلاء المدعومين من إيران. كما أسهم التعاون الاستراتيجي بين إسرائيل والأردن في تحسين أوضاع الفلسطينيين عبر توفير فرص عمل وزيادة إمدادات المياه.

حتى في القدس تتعاون الحكومتان معًا، إذ تؤكد معاهدة السلام على الدور الخاص للهاشميين كأوصياء على المواقع الدينية الإسلامية من خلال دائرة الأوقاف.

على مدار العام الماضي، أظهر هجوم السابع من تشرين الأول/أكتوبر والأحداث اللاحقة أن التطرف يشكل تهديدًا وجوديًا لإسرائيل.

فالدولة تواجه حربًا متعددة الجبهات مع تهديدات على جميع الحدود، مما يستدعي تعزيز قدرتها على الدفاع عن نفسها ضد كل من يسعى لتدميرها،

وخاصة الإسلاميون المتطرفون في إيران و”تنظيم الدولة الإسلامية” و”حركة حماس” و”الإخوان المسلمين”.

أظهر العام الماضي أيضًا أن إسرائيل باقية كدولة مستقلة ذات سيادة. ويعيد هذا الواقع الى الأذهان رد القيادة الصهيونية في عام 1948 عندما اقترح الملك عبد الله الأول،

الجد الأكبر للملك الحالي، منح اليهود حكمًا ذاتيًا ضمن المملكة الهاشمية. وكان الرد في ذلك الوقت، كما هو اليوم، “لا”، إذ يظل الهدف هو السيادة في دولة مستقلة.

فيما يتعلق بالفلسطينيين، أرى أن الحل الأمثل لهذه القضية العالقة هو تحقيق سلام دائم،

بحيث يصبح جميع السكان القاطنون غرب نهر الأردن مواطنين يتمتعون بحقوق مدنية كاملة في دولة إسرائيل الديمقراطية.

أدرك أن هناك مقترحات أخرى، تتراوح من حل “دولتين لشعبين” إلى أشكال مختلفة من الأنظمة الكونفدرالية. غير أنه يجب أن نجلس ونتفاوض للوصول إلى حل.

في النهاية، فالعرب واليهود ليسوا ‘محكومين’ بالعيش معًا، بل هو قدرنا المشترك أن نعيش معًا، كما تشهد على ذلك تجربة ثلاثين عامًا من السلام بين الأردن وإسرائيل.

‏جواد العناني :

-قبل خمس سنوات فقط، حين اجتمعنا لمناقشة الذكرى الخامسة والعشرين لمعاهدة السلام،

كان تقييم العلاقة الثنائية يستند إلى رصد ما تحقق من مبادرات وما لم يتحقق. أما الآن، وبعد مرور خمس سنوات إضافية، نتساءل عما إذا كان السلام ما زال قائمًا.  

مع اشتعال الحرب في المنطقة، باتت حتى الدول غير المنخرطة بشكل مباشر في النزاع معرضة لـ “أضرار جانبية”،

ولا يوجد منتصر واضح في الصراع الحالي، مما يستدعى تبنى نهج جديد ومبتكر لتغيير الوضع الراهن.

إن تحقيق السلام الدائم يتطلب منا تجاوز العقلية الأمنية التي لا تزال مسيطرة، وتبنى مفاهيم التعايش وحقوق الإنسان والرخاء المشترك.

لقد كان الأردنُ ثابتاً في التزامه بالسلام ورفضه للتطرف، حيث نجح في مواجهة الدعواتِ المطالبة بإنهاء المعاهدة مع إسرائيل وأثبت مرونة كبيرة في التعامل مع العناصر المتطرفة.

رغم فوزِ جماعةِ “الإخوان المسلمين” في الانتخابات الأردنية الأخيرة نتيجةَ التعاطف الشعبي مع المتضررين في غزة،

إلا أن هذا لا يعني أن الأردنَ يتغاضى عن الفظائع التي ارتُكبت في السابع من أكتوبر، حيث انضم إلى الدول العربية الأخرى في إدانتها بعد الهجوم مباشرةً.

ومع تدفق اللاجئين الذي شهده الأردنُ نتيجةَ الصراعات المتعددة، فإن السلامَ يشكل قضيةً وجوديةً بالنسبة للمملكة.

يجب على كل من إسرائيل والأردن تهيئة الظروف للعودة إلى طاولة المفاوضات للتوصل إلى حل دبلوماسي دائم للصراع الدائر؛

وربما تكون هناك حاجة إلى نهج “المسار المزدوج” قبل بدء المفاوضات الرسمية.

ولكن علينا أولاً أن ندفع باتجاه وقف مؤقت لإطلاق النار يُفضى إلى وقف القتال وتحرير الرهائن،

وبعد ذلك يمكن التفاوض على وقف دائم لإطلاق النار.

ومن ثم، لن نتمكن من إحراز أي تقدم في تحقيق سلام دائم إلا بعد معالجة الوضع الحالي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى