
كتبت: إسراء عبدالله
لا يزال لدى حزب الله آلاف الصواريخ القصيرة والمتوسطة المدى،
بينها صواريخ دقيقة، ويمكنه أن يطلقها علينا، والتهديد لا يزال قائماً.
ويبدو أن حزب الله لديه شعور بأنه قريب من استنفاد ما يمكن أن يقوم به بواسطة الصواريخ، وفي المقابل،
فإن قدرة المسيّرات المتفجرة التي هي في الحقيقة صواريخ كروز صغيرة لا تزال بعيدة عن الاستنفاد.
ويتحدث الحزب عن أسراب من المسيّرات، لكنه حتى الآن، يستخدم مجموعات بأعداد لا تتخطى الخمس مسيّرات،
يُطلقها في وقت واحد نحو هدف واحد.
ويمكن أن نتوقع أن يزيد حزب الله كثيراً في استخدام المسيّرات المتفجرة،
سواء بسبب صعوبة الكشف عنها واعتراضها عندما تحلّق على علو منخفض، أو بسبب دقّتها.
يُعتبر منزل رئيس الحكومة في قيساريا، بالنسبة إلى حزب الله، هدفاً سهلاً نسبياً، لأن مكانه الدقيق معروف ومشهور،
والمسيّرة التي اتجهت نحوه قادرة على التحليق فوق البحر على علو منخفض من لبنان في اتجاه ساحل قيساريا من دون أن يجري كشفها،
وإذا حدث ذلك، فمن الصعب جداً اعتراضها.
هذا الصباح:
كان إطلاق المسيّرة من جانب حزب الله دقيقاً ومُحكماً،
لكنها لم تصب أفراد عائلة نتنياهو الذين لم يكونوا في المنزل عند وقوع الهجوم.
ومن حسن الحظ، أنه لم يكن أحد هناك… نحن نعلم بأن الحزب يعرف كيف يستخلص الدروس ويتعلمها.
ويجب أن نقدّر أنه في المرة القادمة، يمكنه أن يصيب الهدف، إذا لم نكن مستعدين له بما فيه الكفاية.
في هجوم هذا الصباح، شهدنا ظاهرة لم نعهدها من ذي قبل عندنا،
وهي انطلاق صافرات الإنذار في مناطق معينة من دون أن تكون تطبيقات الجبهة الداخلية هي التي أعطت الأوامر بانطلاقها في هذه المناطق
(ظاهرة “المضلع” (Polygone)، حسبما يسمونها في الجبهة الداخلية).
وهذا ناجم عن سياسة جديدة يجري اعتمادها خصيصاً إزاء ازدياد استخدام المسيّرات،
سواء من طرف حزب الله في لبنان، أو الميليشيات الشيعية في العراق وسورية.
تقوم هذه السياسة على أنه في أثناء اللحظة التي يُطلق تحذير من مسيّرة، وهناك تقدير حيال مسار تحليقها،
تنطلق صافرات إنذار في كل الأماكن التي توجد فيها أهداف عسكرية، أو بنى تحتية، أو أماكن سكنية مكتظة.
لكن من دون وجود تهديد حقيقي، بل تهديد محتمل حيال هذه المواقع والمستوطنات التي تُسمع فيها صافرات الإنذار.
جرى اعتماد هذه السياسة بصورة خاصة بعد الهجوم على قاعدة تدريب لواء غولاني، حيث نجحت المسيّرة في التملص من الطائرات الحربية المعترضة،
ومن صواريخ القبة الحديدية التي أُطلقت نحوها. الميزة السيئة في هذه السياسة هي “العذاب”
الذي يعانيه سكان هذه المناطق واضطرارهم إلى اللجوء إلى الأماكن المحصنة في هذه المناطق أكثر من مرة.
الأخبار الجيدة هي أنه قريباً، سيكون هناك قدرة أفضل للكشف والاعتراض والأهم هو مهاجمة المسيّرات في المناطق التي انطلقت منها.