
اللواء خالد الشاذلى مدير مباحث سوهاج الأسبق فى حوار خاص لنيوز بالعربى تحت عنوان ( الثأر فى صعيد مصر سلسال دم لا يتوقف ) وكيف استطاع بفطنته حل تلك الأزمات والخصومات فى وقت زمنى قليل.
إدارة الحوار: إسراء عبدالله
صعيد مصر وفقا للأعراف والتقاليد المتعارف عليها هناك منذ عدة قرون فإن الأخذ بالثأر لديهم عادة متأصلة ولكن الجدير بالملاحظة أن السنوات الماضية لوح وجود احتفالات فى صعيد مصر خاصة محافظة سوهاج بل وإقامة العديد من إحتفالات الصلح بين الأطراف المتنازعة وذلك يرجع إلى المجهودات العظيمة التى قام بها سيادة اللواء خالد الشاذلى فى صعيد مصر حيث استطاع فى فترة زمنية قصيرة أن يحتوى الأزمات بين المواطنين والقضاء على الخصومات الثأرية بينهم بل واستطاع أيضا بأسلوب حكيم وفريد من نوعه أن يفرض ثقافة التسامح والتعايش فى سلام وود بدلا من ثقافة حقن الدماء والجنوح للعنف وهذا ما تحدثنا عنه مع سيادة اللواء فى هذا الحوار فجاء كالتالى:
من وجهة نظر سيادتك كيف ترى الأحوال الأمنية داخل جمهورية مصر العربية فى وقتنا الراهن؟
أرى انه هناك اختلاف عظيم بين الماضى والحاضر فى الأحوال الأمنية داخل البلاد ففى وقتنا الحالى نحن نشهد فترات أمنية مزدهرة جدا حيث تم احتواء البلاد أمنيا بالكامل عن طريق احتواء أهم عنصر فى الدولة ألا وهو المواطن فهناك مقولة انا دائما أؤمن بها (عندما يكون هناك مسافة بين المواطن والشرطة هذه المسافة تضر بالعمل ) فالوظيفة التى كنت أقوم بها تقوم فى المقام الأول على أنها وظيفة إصلاحية وليست عقابية،
متابعا فى حديثه عن أهمية الشباب فى حفظ الأمن داخل البلاد فأمن البلاد يرتبط بعقول الشباب فإنهما وجهان لعملة واحدة فالوطن يتقدم وينمو فيه الأمن عن طريق شبابه وعقولهم المتفتحة وفكرهم الراقى.
ما هى الطريقة التى كنت تتعامل بها فى إنهاء الخلافات العائلية والنزاعات القبلية داخل صعيد مصر وهل مازال يتم استخدامها إلى الآن هناك؟
بالنسبى لى أحاول بقدر الإمكان أن ألجأ إلى الصلح بين المتنازعين أولا فقضايا الأخذ بالثأر كثيرة وأعدادها لا تحصى خاصة فى صعيد مصر ولكن دائما ما ألجأ إلى الحل بينهما من خلال أسلوب الحوار حتى لا يكون هناك سلسال من حقن الدماء فأنا أميل دائما إلى المصالحات أولا وأخيرا فهى تشبه العملية الجراحية فالمريض يحتاج إلى عدة خطوات مرتبة بدءا بالكشف ثم تحديد المرض مرورا بوقوعه لعملية جراحية ولكن أهم ما يكون من ذلك كله هو التمريض اذا صح التمريض أدى إلى نجاح العملية وسبب من الأسباب فى شفاء المريض هكذا هى عمليات الصلح فى صعيد مصر فلابد من متابعة الصلح حتى بعد إتمام عملية الصلح .
وبتوفيق الله تم توقيع الصلح بواسطتى على مايقرب من 232 مصالحة منها مصالحات تمت بعد مايقرب من 40 عام من النزاعات وحقن الدماء ومنها ما تم الصلح بعد 17 يوما والدليل على نجاح تلك المصالحات أن تلك المصالحات استمرت ما يقرب من 14 عام فإذا كانت تلك المصالحات لم تنشأ بشكل صحيح وعلى حقائق ثابتة ورد الحقوق لأصحابها لكانت الخلافات والمنازعات مازالت قائمة
فأهم عنصر فى المصالحات هو السيكولوجية والبعد الإجتماعى ولذلك فأنا طالبت من ذى قبل وأطالب الآن من خلال نيوز بالعربى إنشاء مجلس لإنهاء الخصومات الثأرية فى الصعيد فاستثمار القبائل فى الصعيد لا يمكن حدوثه بدون إنهاء الخصومات بينهم فإنهائها له العديد من المردودات ليست على المستوى الأمنى فقط بل الاجتماعى والاقتصادى والتنموى واخيرا يأتى المردود الأمنى
فالمردود الاجتماعى يعنى ان المنطقة تكون فى حالة دمار شاسع بسبب الثأر فالكثير من البيوت يكون السبب الرئيسى فيها هو الأخذ بالثأر خاصة وان فى الصعيد كلهم عائلات والمصاهرات تكون فيما بينهم
أما بالنسبة للمردود الاقتصادى فالمناحرة التى تكون قائمة بين عائلتين على سبيل المثال تكون فى حاجة ماسة إلى وجود أموال طائلة لشراء الأسلحة والذخيرة لاستكمال النزاع بينهما ولكن عندما يتم الصلح بينهما فإنه يمكن الإستفادة من تلك الأموال فى شئ ايجابى على سبيل المثال المساهمة فى تجهيز الأيتام او تجديد وحدة اقتصادية…الخ
اما المردود التنموي فلا يمكن أن يكون هناك مشروعات تنموية فى القرى والأماكن التى يكون فيها نزاعات وصراعات فلا يعقل أن يكون هناك تنمية فى مناطق ليس بها أمن ولكن بعد إتمام الصلح تبدأ الدولة فى انشاء العديد من المشروعات بهذه المناطق وتسرى بها الحياة من جديد ويعم السلام بين الجميع.
موضحا سيادته دور المرأة وأهميتها فى صعيد مصر : فالمرأة لا غنى عنها فى جميع المجتمعات وذو قيمة فهى بمثابة عنصر الوقود أثناء حل النزاعات خاصة فى الصعيد .
ختاما ما هى النصيحة التى تود أن تقدمها للمجتمع المصرى خاصة صعيد مصر من خلال نيوز بالعربى ؟
نصيحتي الأولى والأخيرة هى التكاتف والتلاحم والاستماع للآخرين فمن وجهة نظرى الإجتماعية الحوار والمناقشة فى غاية الأهمية ولكن حاليا الشباب وخاصة الفئة العمرية التى تترواح مابين 13 ل 20 عاما بدون هوية فهذه بمثابة حرب على عقول الشباب وهى بدورها تقوم بهدم المجتمعات فلابد من وعى الشباب وتزويدهم بالمعلومات الكفاية الصحيحة عن بلادهم حتى لا تتلاعب بعقولهم مخططات الدول التى تريد هدم المجتمع المصرى.
أتمنى أيضا أن يكون هناك إصلاح سياسى فالاصلاح السياسى يؤدى إلى الفصل بين السلطات وسيؤدى إلى إقناع المواطنين