كتبت منة الله وليد قاسم
الكثير منا يتساءل عن الوشم، وهل الوشم حرام أم حلال؟، وبالرجوع إلى الأزهر الشريف فقد حرمه واعتبر بعض الفقهاء الوشم من الكبائر استناداً لحديث النبى صلى الله عليه وسلم «لَعَن اللَّهُ … الوَاشِمَةَ وَالمُسْتَوْشِمَةَ» [أخرجه البخاري]
ولحديث ابن مسعود رضي الله عنه: «لَعَنَ اللهُ الْوَاشِمَاتِ وَالْمُسْتَوْشِمَاتِ» [أخرجه مسلم]
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: «لُعِنَت … وَالْوَاشِمَة، وَالْمُسْتَوْشِمَة مِنْ غَيْر دَاء-أي من غير ضرورة-». [أخرجه أبوداود]
وشدد الأزهر على حرمة الوشم تبعًا لتعدّد علل النهي عنه وكثرتها، علاوة على اللعن المقترن به في النصوص المذكورة؛ فإنه يشتمل كذلك على تغييرٍ الخلقة، وتشويه، وتبرُّجٍ وتدليس في بعض صوره، وضررٍ صِحّي.
إذ الوشم ينقل الأمراض التي تنتقل عن طريق الدم كفيروس الكبد الوبائي، وفيروس نقص المناعة البشري المعروف بـ«الإيدز» في حال تلوث الآلات المُستخدمة وحملها للفيروسات.
كما يسبب الوشمُ عدوى الجلد، على الرغم من استعمال إبرة جديدة لكل شخص- عن طريق حبر الوشم، الذي قد يحتوي على بكتيريا منقولة من شخص آخر مصاب؛ مما يسبب الطفح الجلدي والتورم والألم؛ ومن ثمَّ تزيد نسبة تكوُّن الحُفَر والندوب على البشرة.
_ ويُؤدي الوشم أيضًا إلى تغيّر لون الجلد بسبب صبغة «الميلانين» الموجودة في الجلد المصبوغ بالتاتو، والتي قد تتسبب في تغيّر لون الجلد فور اختفائها، وفي بعض الحالات تظهر بعض الكدمات الزرقاء على المنطقة التي رُسِم التاتو عليها في شكل تورّم، كما يُؤثِّر التاتو على كريات الدم البيضاء؛ الأمر الذي يقلل من مهاجمة الجسم للأمراض والبكتيريا.
بالإضافة للتشوّه والنفور الحاصل بسببه، ومبالغة بعض الواشمين فيه حتى استخدموه في وشم بياض أعينهم باللون الأسود، الأمر الذي أدّى إلى فقد بصر كثير منهم.
كما أن لإزالة الوشم «التاتو» مخاطر طبية أيضًا.
بالإضافة لانحباس الدم في موضع الوشم، وتلبس جميع حالات العبد به، حتى في أداء الفرائض كالصلاة التي ينبغي لها الطهارة الكاملة، وقد اتفق الفقهاء على نجاسة موضعه من الجسم.
لذالك كانت إزالة الوشم «التاتو» من الجسم واجبة إن وجدت طريقة إزالة مقدور عليها، آمنة – كإزالته بالليزر مثلًا- يحافظ الإنسان من خلالها على العضو الموشوم ووظيفته.