نقطة ساخنة

مفتي الجمهورية يحذر: السوشيال ميديا سلاح ذو حدين.. الشباب في خطر

تقرير: هبه الله محمد

“في عالمٍ تسوده التقنية وتتداخل فيه الرقمي بالواقعي، أصبحت منصات التواصل الاجتماعي ساحةً مفتوحةً للتأثير والتغيير.

لكن هل هي منصة للتواصل أم ساحة حرب فكرية؟

هذا التساؤل كان محور ندوة نظمها مجلس الشباب المصري، حيث جمعت نخبة من المفكرين والخبراء لمناقشة دور هذه المنصات في صناعة الوعي والتطرف.

في هذا التقرير، نستعرض أبرز النقاط التي تم طرحها خلال الندوة، ونستكشف الآراء المتباينة حول هذا الموضوع الشائك.”في مستهل الندوة، أوضحت الأستاذة “ريهام الشافعي” أن الهدف من هذا الحوار هو رفع الوعي بالمخاطر الناجمة عن استغلال منصات التواصل الاجتماعي لنشر الأفكار المتطرفة، والعمل على ترسيخ قيم التسامح والاعتدال لمواجهة هذا التحدي.

كما سلطت الأستاذة ريهام الشافعي الضوء على الأبعاد المتعددة لتأثير منصات التواصل الاجتماعي، بدءاً من تهديدها للاستقرار الفكري ووصولاً إلى تسببها في الفوضى الأخلاقية، داعيةً إلى تضافر الجهود لمواجهة هذه التحديات.

شدّد أيضا الدكتور” محمد ممدوح”، رئيس مجلس الأمناء وعضو المجلس القومي لحقوق الإنسان، على الأهمية البالغة لمناقشة تأثير منصات التواصل الاجتماعي على الشباب.

أشار الدكتور “محمد ممدوح ” إلى أن منصات التواصل الاجتماعي سيف ذو حدين، فهي أداة قوية للتواصل والمعرفة، ولكنها في الوقت نفسه تُستخدم لنشر الكراهية والتطرف.

وأكد على ضرورة استغلال هذه المنصات بشكل إيجابي وبناء.كما تساهم في تشكيل الرأي العام وتوجيه السلوكيات، مما يستوجب منا اتخاذ إجراءات حازمة لمواجهة محاولات استغلالها لأغراض ضارة.

“ألقى فضيلة الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، كلمة مؤثرة خلال الندوة التى نظمها مجلس الشباب المصري حول دور “منصات التواصل الإجتماعي في صناعة التطرف” أكد فضيلته أن كل عصر له لغته وثقافته الخاصة، وأن التكنولوجيا هي لغة العصر الحالي.

وأوضح أن منصات التواصل الإجتماعي ، رغم فوائدها العديدة، هي سلاح ذو حدين، فبينما يمكن استخدامها لنشر العلم والخير، يمكن أيضًا استغلالها لنشر الأفكار المتطرفة والترويج للإرهاب.

شدد فضيلة المفتي على أن سهولة الوصول إلى هذه المنصات تجعلها أداة خطيرة في أيدي من يسعون إلى زعزعة الأمن والاستقرار، فالجماعات المتطرفة تستغلها لتشويه صورة الإسلام وتجنيد الشباب إلى صفوفها.

ودعا فضيلته إلى ضرورة توعية الشباب بمخاطر هذه المنصات، وتعزيز ثقتهم بدينهم الحقيقي، الذي يدعو إلى التسامح والوسطية.

كما أكد على أهمية دور المؤسسات الدينية والإعلام في مواجهة الأفكار المتطرفة.

وأشار المفتي إلى أن الشباب هم عماد المستقبل، وأننا يجب أن نعمل على حمايتهم وتوجيههم نحو طريق الخير والصلاح.

ودعا إلى ضرورة بناء مجتمع قائم على القيم والأخلاق، وتوفير بيئة آمنة للشباب ليكبروا و ينشئوا فيها.

تحدث القس “رفعت فكر”، في بداية كلمته، عن أهمية نشر الأفكار الإيجابية في عالمنا الرقمي.

شبه ذلك بقوله: “صباح الخير، طبعا مستغربين أني بقول صباح الخير والساعة الخامسة مساء”.

هذه المقولة البسيطة تحمل في طياتها فلسفة عميقة، فهي تدعونا إلى أن نرى الجانب المشرق في كل شيء، وأن نزرع الأمل في نفوس الآخرين.

ثم توجه بالشكر للدكتور “محمد ممدوح” على اهتمامه بالشباب، مؤكداً على أهمية نشر الوعي والثقافة بينهم.

بعد ذلك، انتقل القس إلى الحديث عن وسائل التواصل الاجتماعي، مشبهًا إياها بسكين ذي حدين يمكن استخدامها للخير أو للشر.

وأكد على أهمية استخدام هذه الوسائل لنشر الأفكار الإيجابية والمحبة، بدلاً من نشر الكراهية والعنف.

ودعا القس إلى الوحدة والتسامح بين البشر، مؤكداً على أننا جميعًا أبناء آدم وحواء، وأن التنوع بين البشر هو نعمة وليس نقمة.

وختم كلمته بتشبيه جميل: “العصفور الواحد لا يصنع ربيعًا، والزهرة الواحدة لا تصنع بستانًا”.

بدأ المفكر المبدع حسين نوح كلمته بتوجيه انتقاد لاذع لوسائل التواصل الاجتماعي، مشيراً إلى أنها تحولت من منصات للتواصل إلى أدوات للانعزال والتباعد.

وأضاف أننا نستخدم هذه المنصات بطريقة خاطئة، حيث غلب عليها الطابع التجاري، فبات الناس يسعون وراء الشهرة والمال على حساب القيم والمبادئ.

وأشار نوح إلى أن هذه الظاهرة تتطلب تدخلاً عاجلاً من الدولة والإعلام، مؤكداً على أن الإعلام لديه دور حاسم في نشر الوعي بمخاطر هذه المنصات وتوجيه الرأي العام نحو الاستخدام الأمثل لها.

وتطرق نوح إلى قضية خصوصية المعلومات، محذراً من مخاطر الكشف العشوائي عن المعلومات الشخصية عبر هذه المنصات.

وأكد على أهمية التمييز بين ما هو عام وما هو خاص، وحماية المعلومات الحساسة.

وفي ختام كلمته، أشاد نوح بدور المؤسسات الدينية في نشر الوعي، وخاصة دور مفتي الجمهورية، مشيداً بجهوده في مواجهة التطرف والفكر المتشدد.”بدأ الإعلامي محمد الغيطي كلمته بتسليط الضوء على التحديات التي تواجه الإعلام التقليدي في ظل الانتشار الهائل لوسائل التواصل الاجتماعي.

وأشار إلى أنه رغم سنوات من الخبرة في المجال الإعلامي، فإنه يجد صعوبة في مواجهة التشويه والافتراء الذي ينشره البعض عبر هذه المنصات.وأوضح الغيطي أن هذه المنصات تُستخدم بشكل مسيء لنشر الشائعات والأخبار الزائفة، وتشويه سمعة الأفراد والمؤسسات.

وأعطى مثالاً على ذلك من خلال تجربته الشخصية، حيث تعرض لحملة تشويه بسبب مقطع فيديو تم التلاعب به.

ودعا الغيطي إلى ضرورة التصدي لهذه الظاهرة الخطيرة، مؤكداً على أهمية دور الدولة والمؤسسات التعليمية في توعية الشباب بمخاطر هذه المنصات. وأشار إلى أن بعض المناهج الدراسية تساهم في نشر أفكار متطرفة، مما يجعل الشباب أكثر عرضة للتأثر بالخطابات المتشددة.

وطالب الغيطي بضرورة تطوير خطاب ديني مستنير يتناسب مع متطلبات العصر، مؤكداً على أهمية تجديد المناهج الدينية وتأهيل الدعاة والوعاظ.

كما دعا إلى ضرورة تفعيل دور الإعلام في نشر الوعي بأهمية الحوار والتسامح والاعتدال.”أيضا بدء اللواء “محمود الرشيدي”، مساعد وزير الداخلية الأسبق، يخاطب شباب المستقبل قائلاً:

يا شباب ويا فتيات، إن مستقبل مصر بين أيديكم. أنتم الهدف الأول لأي محاولة للتلاعب أو الفساد على منصات التواصل الاجتماعي التي أطلق عليها “مستنقعات التواصل”. بناءً على خبرتي الطويلة في هذا المجال، أود أن أشارككم مبدأين أساسيين:

أولاً، الإنترنت عالم تجاري.

أنتم بمثابة السلعة التي تباع فيه. يتم استغلالكم إما لعرض الإعلانات أو لجمع البيانات وتحليلها.

ثانيًا، يجب أن نكون نحن من يستغل الإنترنت، وليس العكس.

للأسف، أصبحت منصات التواصل الاجتماعي تتحكم فينا وتوجه سلوكنا نحو ما لا نريده.

أود أن أؤكد لكم أن الخوف من الإنترنت ليس الحل. نحن نعيش في عصر رقمي، حيث يصل عدد مستخدمي الإنترنت إلى 15 مليون شخص.

ولكن يجب علينا استخدام هذه التقنية بحكمة ووعي.

لا شك أن التكنولوجيا الحديثة أحدثت ثورة في حياتنا وأصبحت ركيزة أساسية لتحقيق التنمية المستدامة. لذلك، يجب علينا نشر الوعي بين الناس وكيفية التعامل مع هذه التقنيات.

على الأسرة أن تلعب دورًا حيويًا في حماية أبنائها من الوقوع في المشاكل والمخاطر التي قد يتعرضون لها في عالم الإنترنت.

وأخيراً، أدعو كل من يتعرض لأي جريمة إلكترونية، مثل الابتزاز أو التهديد، إلى الإبلاغ فوراً عن الحادثة إلى مباحث الإنترنت أو الاتصال على الرقم 108.

كما يمكن التواصل مع أي من الهيئات المعنية بمنصات التواصل الاجتماعي.

وأختتم الندوه فضيله مفتي الديار المصريه ” شوقي علام” إننا إذ نستمد قوتنا من ديننا الحنيف، وتاريخنا العريق، وشعبنا الوفي، نؤكد أن مصرنا الحبيبة ستظل شامخة عزيزة، مهما حاك الأعداء لها من مكائد. فالله تعالى هو نصيرنا ومعيننا، وهو الذي لا يضيع أجر المحسنين.

إننا على يقين تام بأن شعب مصر العظيم، بشبابه الحماسى وقادته الحكماء، قادر على تجاوز كل التحديات والمؤامرات.

فمصر هي الأمانة التي أوصانا بها الأجداد، وهي الأمانة سنحافظ عليها للأجيال القادمة، فلتكن مصر أبدًا رمزًا للصمود والعزة والكرامة، كالصخرة الصلبة التي لا تهزها الرياح العواصف.”

“ختامًا، أكدت هذه الندوة على أهمية التعاون بين مختلف المؤسسات والمجتمع المدني لمواجهة تحدي التطرف والفكر المتشدد.

فمن خلال نشر الوعي، وتعزيز الحوار، وبناء مجتمعات قوية، يمكننا حماية شبابنا من الانزلاق في مستنقع التطرف.

فالمعركة الحقيقية ليست ضد الأفكار، بل ضد الجهل والخوف والتطرف.”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى