بعد أن أعلن الرئيس الأمريكى بايدن عن إقتراحه الأخير لوقف القتال بغزه، قائد رئيس الوزراء الصهيونى نتينياهو بتصرف غامض، حيث أصدر بيناً بمناسبة السبت اليهودى، وصرح – بأسلوب متغطرس- بأن إنهاء الحرب مع حماس لم يتغير، وشروطه تدمير حماس كلياً والقضاء على قدرتها العسكرية، وإزالة قدرتها على الحكم، وإعادة الرهائن الأحياء والأموات الى الأرض المحتلة، وضمان الا تشكل غزة تهديد للصهيونية.
من هذا يتضح لا نية لنتنياهو لإنهاء الحرب.
لكن المجتمع الصهيونى يضغط على الحكومة لإعادة الرهائن، نتنياهو مهدد بفقد منصبه.قالت حركة حماس إن الإقتراح الأخير الذى تلقته كان فى 24 يونيو/حزيران، لكنه لا يرقى الى مستوى تلبية مطالبها بوقف دائم لإطلاق النار وإنسحاب كامل للقوات الصهيونية من قطاع غزة.
قال أسامة حمدان، المتحدث باسم حماس فى مؤتمر صحفى فى بيروت: “لا تغيير حقيقى في مفاوضات وقف الأعمال العدائية حتى الآن، ما يتردد باسم الإدارة الأمريكية يأتى فى سياق الضغط على (حماس) لقبول الإقتراح الصهيونى دون أى تعديلات” على الرغم من شده الصراع العسكرى الا أن الصهيونية تبحث عن الجانب المادى فقط، حيث أعلن متحدث باسم وزير المالية الصهيونى أن الوزير بتسلئيل سموتريتش، قرر تمديد فترة السماح التى تتيح التعاون بين النظام المصرفى الصهيونى والبنوك الفلسطينية فى الضفة الغربية المحتلة، حسبما ذكرت وكالة رويترز.معارك متواصلة فى الشجاعية وتحذيرات من “ظروف لا تطاق” فى غزة، تتواصل المعارك فى حى الجشاعية بقطاع غزة، فيما أعلن الجيش الصهيونى عن “القضاء على العديد من المسلحين وتنفيذ غارات مستهدفة، على مجمعات قتالية مفخخة” والصحة الفلسطينية التابعة لحماس تحذر من نفاذ تام للأوكسجين.تتواصل المعارك العنيفة فى حى الشجاعية فى مدينة غزة لليوم الرابع على التوالى الأحد (30 يونيو/ حزيران 2024) ما دفع عشرات آلاف الفلسطينيين الى الفرار، وأفاد مراسل وكالة فرانس برس وشهود عيان أن غارات جوية عدّة إستهدفت مناطق مختلفة من القطاع خلال الليل، بما فى ذلك مدينة غزة شمالاً ورفح وخان يونس جنوباً.
ويُنفّذ الجيش الصهيونى منذ الخميس عمليّة فى الشجاعيّة فى شرق مدينة غزة حيث يقول إنّ هناك “بنية تحتيّة إرهابيّة” وأعلن الأحد مواصلة عملياته فى رفح فى جنوب القطاع وفى وسطه، قائلاً “إنه تمكن من القضاء على العديد من المسلحين والعثور على أسلحة وتنفيذ غارات مستهدفة، على مجمعات قتالية مفخخة”وأعلن، السيطرة على حوالى 70 % من منطقة رفح، بعد شهر ونصف من بدء القتال فيها. بينما ذكرت مصادر ميدانية أن تقدم القتال سيستمر لفترة طويلة، حتى فى الوقت الذى تتحدث فيه الصهيونية عن “الإنتقال إلى المرحلة الثالثة” وستكون هناك حاجة “الى أشهر عديدة أخرى لهزيمة المسلحين فى رفح – الذين يحاولون شنّ معركة من أجل البقاء” وفق ما أورده موقع(آى 24)فى المقابل ذكرت كتائب القسام، الجناح المسلح لحركة حماس، وحركة الجهاد الإسلامى أن قتالاً عنيفاً دار فى حى الشجاعية بمدينة غزة وكذلك فى مدينة رفح وأن مقاتليهما أطلقوا الصواريخ المضادة للدبابات وقذائف المورتر على القوات الصهيونية هناك.
ويشهد القطاع الذى تُحاصره الصهيونية وأُغلِق منفذه الوحيد الى الخارج، معبر رفح، أزمة إنسانيّة كبيرة منذ دخول القوّات الصهيونيّة الى المدينة الحدوديّة مع مصر فى أيّار/مايو.
وقالت متحدّثة باسم الأمم المتحدة الجمعة إنّ المدنيّين الفلسطينيّين فى قطاع غزة مجبرون على العيش فى مبان أو مخيّمات دمّرها القصف بجوار أكوام ضخمة من القمامة، وندّدت بظروف “لا تطاق” فى القطاع.
من جهتها حذرت وزارة الصحة الفلسطينية فى غزة، التابعة لسلطة حماس، من توقف ما تبقى من المستشفيات والمراكز الصحية ومحطات الأكسجين عن العمل خلال 48 ساعة.
وقالت الوزارة فى منشور أوردته على صفحتها بموقع “فيسبوك” الأحد: “نحذر مجدداً من توقف ما تبقى من المستشفيات والمراكز الصحية ومحطات الأاكسجين خلال 48 ساعة عن العمل نتيجة نفاد الوقود اللآزم لعمل المولدات بالرغم من الإجراءات القاسية والتقشفية التى إتخذتها الوزارة للحفاظ على ما تبقى من كميات الوقود لأطول فترة ممكنة فى ظل عدم توريد الكميات اللازمة للتشغيل” وناشدت كافة المؤسسات المعنية والأممية والانسانية بضرورة و سرعة التدخل لإدخال الوقود اللآزم بالإضافة الى المولدات الكهربائية وقطع الغيار اللآزمة للصيانة.وقد كتبه نيكولاس كريستوف فى صحيفة نيويورك تايمز حيث روى فيه ما شاهده أثناء زيارة للضفة الغربية التى أشار الى أنها أصبحت ساحة حرب أيضاً تتصاعد من أراضيها أعمدة الدخان عقب إشعال المستوطنين الصهيونيين منازل وشاحنات الفلسطينيين، وفقا لبعض سكان قرية القصرة، وأَضاف كريستوف أنه “منذ إندلاع الحرب فى غزة – عندما بدأت الحكومة الصهيونية مواجهة رد فعل المقاومة من غزة – فُرضت قيود أكثر صرامة فى الضفة الغربية، وأُنشأت نقاط تفتيش أكثر، ونُفذت مداهمات أكثر، علاوة على إعطاء الضوء الأخضر للمستوطنين المسلحين للهجوم على المزارعين الفلسطينيين، وكانت نتيجة ذلك هو سيطرة اليأس والغضب على كل فلسطينى تحدثت اليه ليتنبأ بانتفاضة دموية”